﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ﴾ أي بما آتاهم من الأموال والغنائم وطابت به نفوسهم، من غير تطلع إلى ما أوتي غيرهم ﴿وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ﴾ كافينا
﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ﴾ الذين يسألون الناس لأنهم لا يجدون ما ينفقون ﴿وَالْمَسَاكِينِ﴾ الذين لا يسألون أحداً؛ لأن عندهم ما يكفيهم في الحال؛ كمن يملك قوت يومه، أو من لا يجد الكفاف الجباة الذين يحصلونها ﴿وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ﴾ قوم من أشراف العرب؛ كان الرسول يتألفهم ليسلموا، أو هم كل من أسلم من اليهود أو النصارى، أو غيرهم من المشركين: ليثبتوا على إيمانهم؛ وقد كان ذلك في صدر الإسلام ﴿وَفِي الرِّقَابِ﴾ أي المكاتبين. وهم الذين يكاتبون مواليهم بثمنهم؛ فإذا أدوه فهم أحرار. وقد أجاز الله تعالى عليهم الزكاة؛ ليعانوا على تحرير أنفسهم ﴿وَالْغَارِمِينَ﴾ المثقلين بالديون، أو الذين أصابهم اضطهاد وغرم في سبيل الدين والوطن؛ اللهم إلا من تداين في سفاهة أو محرم؛ فهو واجب المحاربة لا الإعانة ﴿وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ أي للقائمين بالجهاد ﴿وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ الذي انقطع به الطريق في السفر ﴿فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ﴾ أي فرض الله تعالى الزكاة لهؤلاء الأصناف فرضاً
﴿وَمِنْهُمُ﴾ أي من هؤلاء الجبناء والمنافقين ﴿الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ﴾ بكلامهم ﴿وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ﴾ أي سماع لما يقال له من الشر ﴿قُلْ﴾ هو ﴿أُذُنُ خَيْرٍ﴾ أي سماع لكل خير ﴿لَكُمْ﴾ ولا يستمع للشر كما تزعمون
﴿أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ﴾ يجاوز الحد. والمقصود أنه يحارب ويخالف ﴿اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ ولا يطعهما
﴿يَحْذَرُ﴾ يخاف ﴿الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ﴾ أي على المؤمنين ﴿سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم﴾ أي بما في قلوب المنافقين من تبييت العداوة والشر، والاستهزاء بالمؤمنين
-[٢٣٣]- ﴿قُلِ اسْتَهْزِءُواْ﴾ ما شئتم أن تستهزئوا ﴿إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ﴾ أي مظهر ما تخفونه وتحذرون ظهوره من النفاق


الصفحة التالية
Icon