﴿قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ﴾ قعر البئر الخرب؛ الذي حفر ولم يبن بعد ﴿يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ﴾ السائرين
﴿قَالُواْ يَأَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ﴾ ذهب بعض القراء إلى أن لفظ ﴿تَأْمَنَّا﴾ يجب فيه الإشمام. والإشمام هذا - كما يزعمون - هو أن يشير الإنسان بشفتيه كأنه ينطق بضمة بحيث لا يظهر أثر ذلك في النطق وهو قول هراء لا يجب التعويل عليه بحال؛ انظر - إن شئت المزيد - كتابنا «الفرقان» ﴿وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ﴾ أي قائمون بمصالحه
﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ﴾ لأني لا أطيق فراقه. وقد زاد ذلك من حنقهم على يوسف، وأسرّوها في أنفسهم ﴿وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ﴾ وقد لقنهم بذلك الحجة التي يحتجون بها من حيث لا يشعر
﴿قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ﴾ جماعة قوية ﴿إِنَّآ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ﴾
لأن الذئب إذا قدر على أكل أحدنا من بيننا؛ فهو على أكل مواشينا وأغنامنا أقدر. فأذن لهم بأخذ يوسف
﴿فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ﴾ عزموا أمرهم على ما اتفقوا عليه وو ﴿أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ﴾ أي أوحينا إلى يوسف - بعد أن ألقوه في الجب - وحي إلهام. وقيل: نزل إليه جبريل عليه السلام قائلاً له ﴿لَتُنَبِّئَنَّهُمْ﴾ لتخبرنهم في مستقبل الأيام ﴿بِأَمْرِهِمْ هَذَا﴾ الذي صنعوه معك
﴿وَجَآءُوا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ﴾ يتباكون
﴿قَالُواْ يَأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ﴾ نتسابق في الجري أو الرمي ﴿وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا﴾ ثيابنا وطعامنا ﴿فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا﴾ بمصدق لمقالتنا
﴿وَجَآءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ أي مكذوب؛ ليس بدم يوسف كما زعموا
-[٢٨٢]- ﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ﴾ زينت وسهلت ﴿لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً﴾ سيئاً اقترفتموه ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ على فراق يوسف والصبر الجميل: ما لا شكوى فيه إلى الخلق ﴿وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ﴾ المطلوب منه العون ﴿عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ ما تذكرون من أمر يوسف


الصفحة التالية
Icon