﴿فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ﴾ يئسوا من قبول مطلبهم ﴿خَلَصُواْ نَجِيّاً﴾ انفردوا متناجين فيما بينهم ﴿وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ﴾ أي ألم تعلموا تفريطكم في يوسف من قبله؛ فكيف تفرطون في أخيه أيضاً ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ﴾ لن أفارق ﴿الأَرْضِ﴾ أرض مصر ﴿حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي﴾ في الرجوع؛ راضياً عني، غير غاضب عليَّ ﴿أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي﴾ بخلاص أخي بنيامين، وعودته معنا ﴿قَالَ كَبِيرُهُمْ﴾ وأخذ بجريرته
﴿وَمَا شَهِدْنَآ إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا﴾ أي بما تيقنا؛ لأنا رأينا بأعيننا صاع الملك وهم يستخرجونه من رحله ﴿وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ﴾ لما غاب عن أعيننا وأذهاننا ﴿حَافِظِينَ﴾ أي إن ما نذكره هو الظاهر لنا؛ المشاهد لأعيننا؛ ولا نعلم ما في الغيب: هل هو السارق للصواع حقيقة، أم أنه دس عليه؟
﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ أي أهل القرية ﴿وَالّعِيْرَ﴾
الإبل؛ والمقصود: واسأل أهل القافلة ﴿الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا﴾ فقد رأوا بأعينهم ما رأينا بأعيننا. فذهبوا إلى أبيهم فقالوا له ما رسمه لهم أخوهم
﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ﴾ زينت وسهلت ﴿لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً﴾ فعلتموه ببنيامين، كما فعلتم بيوسف أخيه من قبل
-[٢٩٢]- ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً﴾ يوسف وأخويه: بنيامين، والذي قال: «لن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي» ﴿إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ﴾ بحالي ﴿الْحَكِيمُ﴾ في صنعه


الصفحة التالية
Icon