﴿ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ﴾ يذلهم ﴿وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ﴾ الذين كنتم تشركونهم معي في العبادة، و ﴿الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ﴾ أي تعادون وتخاصمون المؤمنين ﴿قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ﴾ هم الملائكة، أو الأنبياء، أو المؤمنون {إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ *
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ} الموكلون بقبض الأرواح؛ حال كونهم ﴿ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ بالكفر والعصيان، وتعريضها للعقاب ﴿فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ﴾ استسلموا على خلاف عادتهم في الدنيا من العناد والمكابرة؛ وقالوا: ﴿مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ﴾ أنكروا السوء يوم القيامة؛ وقد انغمسوا فيه طوال حياتهم؛ فتقول لهم الملائكة ﴿بَلَى﴾ قد كنتم تعملون السوء وتنشرونه ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ فمجازيكم عليه
﴿فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾ بئس المقام مقامهم
﴿وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ﴾ أنزل ﴿خَيْراً﴾ وصدقاً وسموا ما أنزله الله تعالى ﴿خَيْراً﴾ لأنه قد تسبب لهم في خيري الدنيا والآخرة فبعث فيهم الطمأنينة في الدنيا، وهدوء النفس، وسعادة الروح وذلك بما أمدهم به من إخوة إنسانية، ومن مكارم أخلاق ومن تضحية بمصالح الفرد في سبيل المجتمع، ومن حب للخير، وحث على الإحسان والبذل كما أن القرآن الكريم قد تسبب أيضاً في دخول الجنان، ورضا الرحمن وهما الأجر الذي أعده الله تعالى لمن اتبع قرآنه، وأطاع نبيه
﴿لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هذِهِ الْدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ﴾ مما يناله الإنسان في الدنيا ﴿وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ﴾ الذين يخشون ربهم، ويخافون سوء الحساب
﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ﴾ جنات الإقامة؛ من عدن في المكان: إذا أقام فيه
﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ﴾ بقبض أرواحهم ﴿طَيِّبِينَ﴾ مؤمنين، طاهرين من الكفر ﴿يَقُولُونَ﴾ أي يقول الملائكة لهم عند الموت ﴿سَلامٌ عَلَيْكُمُ﴾ وقد ورد أنهم يقولون للمؤمن قبل قبض روحه: ربك يقرئك السلام؛ فتنفرج
-[٣٢٣]- أساريره، ويضيء وجهه بالابتسام؛ ويقال لهم في الآخرة ﴿ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ﴾ أي تقول لهم الملائكة ذلك عند الموت؛ لأن المؤمن وقتذاك يرى مقعده من الجنة {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ *


الصفحة التالية
Icon