﴿مِّن لَّدُنَّآ﴾ من عندنا
﴿فَيَدْمَغُهُ﴾ فيذهبه ﴿فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾ مضمحل ذاهب ﴿وَلَكُمُ الْوَيْلُ﴾ العذاب ﴿مِمَّا تَصِفُونَ﴾ به الله تعالى؛ من الزوجة، أو الولد، أو الشريك
﴿وَمَنْ عِندَهُ﴾ من الملائكة ﴿وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ﴾ لا يتعبون، ولا يعيون
﴿يُسَبِّحُونَ الْلَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ﴾ أي إن تسبيحهم متصل دائم؛ لا تتخلله فترة، ولا يشوبه ملل. والفتور: السكون بعد الجدة، واللين بعد الشدة
﴿يُنشِرُونَ﴾ يحيون الموتى
﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ﴾ تقدس وتنزه من أن يكون له شريك
﴿لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ﴾ لأنه تعالى صاحب الملك، وخالقه، ومدبره وقد جرت العادة أن يسأل الكبير الصغير؛ ولا أكبر من الله والجليل الذليل؛ ولا أجلَّ منه تعالى ﴿وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ لأنهم محط الأخطاء، ومناط التكاليف فلا حجة لأحد على الله، وله تعالى الحجة القائمة على كل أحد ﴿قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ﴾ (انظر آية ١٤٩ من سورة الأنعام)
﴿هَذَا﴾ القرآن ﴿ذِكْرُ مَن مَّعِيَ﴾ أي إن القرآن ذكر أمتي، وسبيلها إلى التوحيد ﴿وَذِكْرُ مَن قَبْلِي﴾ من الأمم السابقة؛ وفي هذا أن القرآن الكريم فيه ما في التوراة والإنجيل وسائر الكتب السابقة؛ مما يحتاجه المرسل إليهم لهدايتهم، والتعرف إلى ربهم؛ وليس في القرآن، ولا في أحد هذه الكتب تعدد الآلهة؛ بل كلها يجمع على أنه لا إله إلا الله وحده، لا إله غيره، وأنه فرد، صمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد فمن أين جاءهم ما يقولونه، وما يزعمونه
﴿وَقَالُواْ اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ﴾ من الملائكة ﴿وَلَداً﴾ بقولهم: الملائكة بنات الله ﴿سُبْحَانَهُ﴾ تنزيهاً له، وتقديساً عن اتخاذ الولد ﴿بَلِ﴾ الملائكة ﴿عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ﴾ مطيعون له عابدون