﴿عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ﴾ أي ترجعون القهقرى. والمعنى: تعرضون عن الحق
﴿مُسْتَكْبِرِينَ﴾ أي متكبرين على المسلمين ﴿بِهِ﴾ أي بالحرم: زاعمين أنكم أهله وسادته وحماته. أو «مستكبرين به» أي بالقرآن: تستكبرون عن سماعه والتصديق به، وتطغون على المؤمنين ﴿سَامِراً﴾ أي جماعة تتسامرون ﴿تَهْجُرُونَ﴾ أي تقولون في سمركم الهجر؛ وهو القول الفاحش من الطعن في القرآن، وسب النبي
﴿أَمْ جَآءَهُمْ﴾ من الشريعة والأحكام ﴿مَّا لَمْ يَأْتِ آبَآءَهُمُ الأَوَّلِينَ﴾ أو المراد «أم جاءهم» أمان من العذاب؛ وهو «ما لم يأت آباءهم الأولين» أو «أم» بمعنى: بل
﴿أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ﴾ جنون
﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ﴾ القرآن ﴿أَهْوَآءَهُمْ﴾ بأن ينزل بما تهوى أنفسهم؛ من حل المحرمات، وعبادة الأصنام، وتعدد الآلهة، والقول ببنوة عيسىلله. تعالى الله عما يقولون ويريدون علواً كبيراً ولو نزل القرآن بما أرادوا ﴿لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ﴾ قال تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ ﴿بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ﴾ أي بالقرآن الذي فيه شرفهم وفخرهم قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ﴾ والذكر: الشرف، والعز، والسؤدد. أو «آتيناهم» بالقرآن؛ الذي فيه ذكرهم، وذكر أعمالهم؛ وما يترتب عليها من ثواب، أو عقاب
﴿أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً﴾ أجراً؛ من الخراج: وهو الإتاوة ﴿فَخَرَاجُ رَبِّكَ﴾ رزقه الذي يجريه عليك من غير منع ولا قطع؛ فذلك ﴿خَيْرُ﴾ منهم ومما يملكون
﴿لَنَاكِبُونَ﴾ لعادلون ومائلون
﴿وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ﴾ كشأننا دائماً مع عبادنا ﴿وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ﴾ جوع وفقر. وقد كانوا قحطوا بمكة سبع سنين؛ حتى أكلوا الجيف ﴿لَّلَجُّواْ﴾ تمادوا واستمروا ﴿فِي طُغْيَانِهِمْ﴾ ضلالهم ﴿يَعْمَهُونَ﴾ يترددون متحيرين
﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ﴾ بالجوع، والقحط الشديد ﴿فَمَا اسْتَكَانُواْ﴾ فما خضعوا ﴿وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ يتذللون بالدعاء إلى ربهم؛ ليكشف ما بهم
﴿حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾ بالقتل، والأسر، والسبي، والذل؛ وكان ذلك يوم بدر. وقيل: يوم فتح مكة ﴿إِذَا هُمْ فِيهِ﴾ أي في ذلك العذاب
-[٤١٩]- ﴿مُبْلِسُونَ﴾ آيسون من كل خير