﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ﴾ كما تقول النصارى ببنوة عيسى ﴿وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ﴾ يشركه في ملكه؛ كما يقول المشركون ﴿إِذَآ﴾ أي لو كان معه إله ﴿لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ﴾ من الآلهة ﴿بِمَا خَلَقَ﴾ وانفرد بإدارته، ومنع الآخر من الاستيلاء عليه ﴿وَلَعَلاَ﴾ تعالى وتكبر ﴿بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ كفعل ملوك الدنيا؛ وشأنهم دائماً التنازع والمغالبة والتعاظم ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ﴾ تعالى وتقدس ﴿عَمَّا يَصِفُونَ﴾ من الكفر
﴿عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾ السر والعلانية
﴿قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ﴾ أي إن كان ولا بد أن تريني ما تعدهم من العذاب
﴿فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ الكافرين؛ لئلا ينالني ما ينالهم من العذاب
﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ﴾ أي ادفع أذى الكفار وإساءتهم بطريقة حسنة لينة؛ لا عنف فيها. قيل: نسخ ذلك بالأمر بالقتال: فيجب موادعة الكافرين، ما دمنا على محاربتهم غير قادرين. وقد ورد هذا بلفظه ومعناه في مكان آخر من الذكر الحكيم؛ وهو خاص بدفع المؤمنين. (انظر آية ٣٤ من سورة فصلت)
﴿وَقُلْ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ﴾ نزغاتهم ووساوسهم
﴿وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ﴾ أي أن يحضروني في أموري وعباداتي: فيفسدون ديني ودنياي، أو أن يحضروني عند الموت: فيفسدون آخرتي
﴿حَتَّى إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ﴾ أي جاء أحد الكافرين ﴿قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ﴾ أي أرجعني إلى الدنيا، وأعدني إلى الحياة
﴿لَعَلِّي أَعْمَلُ﴾ عملاً ﴿صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ﴾ فيما خلفت ورائي من مال، أو فيما عملته من عمل سيىء قيل: يقول ذلك الكفار، والبخلاء عند موتهم؛ وقد أجابهم الله تعالى على طلبهم الرجوع بقوله: ﴿كَلاَّ﴾ لا رجوع ﴿إِنَّهَا﴾ أي إن قول الكافر «رب ارجعون» ﴿كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا﴾ لا أثر لها، ولا فائدة فيها ﴿وَمِن وَرَآئِهِمْ﴾ أمامهم إلى يوم القيامة ﴿بَرْزَخٌ﴾ حائل بينهم وبين الرجوع إلى الدنيا
﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ﴾ ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهُ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾
﴿فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾ بالحسنات ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ الفائزون بالنعيم. الناجون من الجحيم