﴿لَّوْلا﴾ هلا ﴿إِذْ سَمِعْتُمُوهُ﴾ أي إذ سمعتم الإفك ﴿ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ﴾ الذين سمعوا الإفك ﴿بِأَنْفُسِهِمْ﴾ أي بالمفترى عليها؛ لأن جميع المؤمنين: كالنفس الواحدة ﴿وَقَالُواْ هَذَآ﴾ الذي سمعناه ﴿إِفْكٌ مُّبِينٌ﴾ كذب واضح؛ والإفك: أسوأ الكذب
﴿لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ﴾ أي هلا جاء العصبة على هذا الإفك؛ وهو قذف صريح ﴿بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ﴾ يشهدون على صدق ما زعموا
﴿وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ﴾ لكم بتأخير العقوبة في ﴿الآخِرَةَ﴾ بالغفران لمن تاب ﴿لَمَسَّكُمْ﴾ أيها العصبة ﴿فِي مَآ أَفَضْتُمْ﴾ فيما خضتم
﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ﴾ أي تتلقونه؛ يؤيده قراءة من قرأ «تتلقونه» والمعنى: «تتلقونه» بأسماعكم؛ فتذيعونه «بألسنتكم» فور سماعه؛ فكأنما تلقيتموه بألسنتكم؛ لا بأسماعكم؛ لسرعة إذاعته. وقرىء «تلقونه» بكسر اللام؛ من الولق: وهو الاستمرار في الكذب ﴿وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ﴾ وفي هذا دليل قاطع على النهي عن التكلم في الجنايات بالسماع؛ بل يجب أن يكون التكلم عن بينة واضحة، وعن رؤية مثبتة؛ فليست دماء الناس، وأموالهم، وأعراضهم؛ بمثل هذا القدر من الهوان ﴿وَتَحْسَبُونَهُ﴾ أي تحسبون هذا الرمي
-[٤٢٥]- والقذف ﴿هَيِّناً﴾ سهلاً ﴿وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾ مستوجب للحد والمقت


الصفحة التالية
Icon