﴿وَلَمْ﴾ كما تزعم النصارى ﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ﴾ كما زعم المشركون ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً﴾ بحيث لا يزيد عن الحاجة، ولا ينقص عنها (انظر آية ٥٠ من سورة طه)
﴿وَاتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً﴾ هي الأصنام ﴿وَلاَ نُشُوراً﴾ أي بعثاً للأموات؛ وهذه جميعها يملكها مبدع الأرض والسموات؛ فهو تعالى وحده خالق الخلق ومالكهم، وهو جل شأنه القادر على إيقاع الضر، وإيصال النفع، وإحداث الموت والحياة والنشور
﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا﴾ ما هذا القرآن ﴿إِلاَّ إِفْكٌ﴾ كذب ﴿افْتَرَاهُ﴾ اختلقه محمد ﴿وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ﴾ ساعده على اختلاقه ﴿قَوْمٌ آخَرُونَ﴾ زعم المشركون أن بعض من آمن بمحمد من اليهود كانوا يعاونونه في اختلاق القرآن ﴿فَقَدْ جَآءُوا﴾ بقولهم هذا ﴿ظُلْماً وَزُوراً﴾ كفراً وكذباً؛ إذ كيف يؤمن به قوم يعلمون علم اليقين كذبه وافتراءه؟ وكيف يعقل أن هذا القرآن المعجز من صنع البشر، ومن جنس كلامهم؟ (انظر آية ٢٣ من سورة البقرة)
﴿وَقَالُواْ أَسَاطِيرُ﴾ أكاذيب ﴿الأَوَّلِينَ﴾ المتقدمين ﴿اكْتَتَبَهَا﴾ طلب من غيره كتابتها له ﴿فَهِيَ تُمْلَى﴾ تقرأ ﴿عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً﴾ أول النهار وآخره. أي صبحاً ومساء
﴿قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ أي الذي يعلم ما خفي فيهما. ولما كان القرآن الكريم حاوياً لكثير من المغيبات؛ التي يستحيل على البشر علمها؛ كان ذلك دليلاً على نزوله من لدن عالم السر والنجوى
﴿وَقَالُواْ﴾ من جهلهم وغبائهم ﴿مَا لِهَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ﴾ كما نأكل ﴿وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ﴾ طلباً للمعايش؛ كما نمشي ﴿لَوْلاَ﴾ هلا ﴿أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ﴾ من السماء ﴿فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً﴾ يصدقه فيما يبلغه عن ربه
﴿أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ﴾ يغنيه عن المشي في الأسواق، ويجعله من الأغنياء الذين ينظر إليهم بعين الإكبار والاعتبار ﴿أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ﴾ بستان ﴿وَقَالَ الظَّالِمُونَ﴾ الكافرون ﴿إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً﴾ مخدوعاً، مغلوباً على عقله