﴿وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً﴾ عظة وعبرة ﴿وَأَعْتَدْنَا﴾
أعددنا وهيأنا
﴿وَعَاداً﴾ قوم هود ﴿وَثَمُودَاْ﴾ قوم صالح ﴿وَأَصْحَابَ الرَّسِّ﴾ الرس: البئر غير مطوية؛ وقد كانوا حولها وقت نزول العذاب فانهارت بهم؛ ولذا تسموا باسمها. وهم قوم شعيب عليه السلام ﴿وَقُرُوناً﴾ أمماً
﴿تَبَّرْنَا تَتْبِيراً﴾ أهلكنا إهلاكاً؛ من التبر: وهو الكسر والإهلاك
﴿وَلَقَدْ أَتَوْا﴾ أي مر كفار مكة ﴿عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ﴾ السوء: العذاب؛ وهي قرية سذوم: أعظم قرى قوم لوط؛ وقيل: سدوم. وقد أهلكها الله تعالى وأمطرها حجارة. وقد كانت قريش تمر بها في تجاراتهم إلى الشام ﴿بَلْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ نُشُوراً﴾ أي لا يؤمنون بالبعث
﴿لَوْلاَ أَن صَبْرَنَا عَلَيْهَا﴾ دمنا وبقينا على عبادتها
﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ أي نسي مولاه، واتبع هواه، وانقاد له في كل الأمور. قيل: كان الرجل في الجاهلية يعبد الحجر؛ فإذا مر بحجر أحسن منه عبده وترك الأول (انظر آية ١٧٦ من سورة الأعراف)
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ﴾ بسط الظل الظاهر للعيان؛ ليتمتع به كل إنسان ﴿وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً﴾ مستقراً لا تنسخه شمس. أو المراد بسكونه: منع الشمس من الطلوع ﴿ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً﴾ أي على تحرك الظل؛ إذ أن الأشياء لا تعرف إلا بأضدادها؛ فلولا الشمس ما عرف الظل


الصفحة التالية
Icon