﴿ثُمَّ قَبَضْنَاهُ﴾ أي قبضنا الظل الممدود ﴿قَبْضاً يَسِيراً﴾ خفياً بطيئاً؛ بطلوع الشمس، أو بزوالها؛ حيث يقبض الظل ويتقلص، ويحل محله الإظلام التام
﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً﴾ أي ساتراً كاللباس ﴿وَالنَّوْمَ سُبَاتاً﴾ أي راحة. وقيل: موتاً لأنه الموت الأصغر. قال تعالى ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ﴾ ﴿وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً﴾
أي ينشر فيه الخلق لطلب المعايش، أو هو كالبعث من الموت
﴿وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرَى بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾ أي أرسل الرياح لتبشر الناس بالمطر وسمي المطر رحمة: لأن به حياة النفس، والأرض، والنبات، والحيوان
﴿لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً﴾ جدباً؛ لا نبات فيها ﴿وَنُسْقِيَهِ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَاماً﴾ إبلاً وبقراً وغنماً ﴿وَأَنَاسِيَّ﴾ جمع إنسان أو جمع إنسي
﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ﴾ بيناه؛ والمراد به القرآن الكريم؛ وقيل: المراد به الماء؛ وليس بشيء؛ وقد جاء ذكر القرآن في صدر السورة ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ﴾ وقوله ﴿لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ﴾ القرآن ﴿بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي﴾ وقوله تعالى:
﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ﴾ أي بالقرآن - لا بالماء - والجهاد به: الأمر بالعمل بما فيه، والقتال عليه
﴿وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ﴾ جعلهما متلاصقين مختلطين ﴿هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ﴾ شديد العذوبة ﴿وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ﴾ شديد الملوحة ﴿وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً﴾ حاجزً ﴿وَحِجْراً مَّحْجُوراً﴾ حائلاً يمنع أحدهما عن الآخر
﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَآءِ﴾ المني ﴿بُشْرَى﴾ إنساناً ﴿فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً﴾ بأن يتزوج، ويزوج، فيناسب، ويصاهر؛ وبذلك ينتج وينجب من يناسب ويصاهر أيضاً؛ فلا تنقطع البشرية
﴿وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً﴾ أي معيناً عليه أعداءه؛ من شياطين الإنس والجن


الصفحة التالية
Icon