﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً﴾ علماً يقيني الخطأ والزلل ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ بمن تقدمني من الأنبياء
﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ﴾ أي ثناء وذكراً حسناً ﴿فِي الآخِرِينَ﴾ فيمن يأتي بعدي إلى يوم القيامة وقد استجاب الله تعالى دعاءه، وجعل له ذكراً حسناً إلى يوم الدين: فلا يصلي مصلَ إلا إذا صلى عليه في صلاته، ولا يؤمن مؤمن إلا إذا آمن بنبوته واعترف بفضله، وأثنى عليه الثناء كله: اللهم صل على سيدنا محمد، كما صليت على سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
﴿وَلاَ تُخْزِنِي﴾ لا تفضحني ﴿يَوْمَ يُبْعَثُونَ﴾ فياعجباً: إبراهيم خليل الله تعالى ونبيه - بل قدوة أنبيائه - وصاحب الملة الحنيفية: يدعو ربه ويسأله ألا يفضحه يوم القيامة ونحن وحالنا كما لا يخفى: إيمان قاصر، وعمل فاجر، ورياء ونفاق، وخصومات وشقاق؛ ونظن أن لنا يوم البعث القدر الأعلى، والقدح المعلى فالجأ أيها المسكين إلى ربك بالدعاء واجأر إليه بالرجاء؛ عسى أن يكتبك في عداد الناجين، الفائزين، المقبولين
﴿يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ﴾ من الشرك، والنفاق، والحقد «سليم» بالإيمان؛ لأن قلب الكافر والمنافق: مريض؛ لقوله تعالى: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ﴾
﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ﴾ قربت، وهيئت، وأعدت
﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ﴾ أظهرت ﴿لِلْغَاوِينَ﴾ الكافرين، الهالكين
﴿فَكُبْكِبُواْ فِيهَا﴾ طرح بعضهم على بعض في الجحيم ﴿هُمْ وَالْغَاوُونَ﴾ أي كبكب الآلهة - وهي الأصنام - «والغاوون» وهم الكافرون
﴿وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ﴾ وهم أتباعه، ومن أطاعه؛ من الجن والإنس
﴿تَاللَّهِ﴾ قسم فيه معنى التعجب ﴿أَن كُنَّآ﴾ في الدنيا ﴿لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ﴾ ظاهر، بيِّن
﴿إِذْ نُسَوِّيكُمْ﴾ أيها الشياطين؛ في الطاعة والعبادة ﴿بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ الذي ينفع ويضر، ويحيي ويميت
﴿فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً﴾ أي لو أن لنا رجعة إلى الدنيا ﴿فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ الناجين
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ﴾ المذكور؛ من مجادلة إبراهيم لأبيه وقومه، وذكر ما أعده الله تعالى للمؤمنين؛ من نعيم مقيم، وللكافرين من عذاب أليم؛ إن في ذكر ذلك جميعه ﴿لآيَةً﴾ عظة وعبرة


الصفحة التالية
Icon