﴿وَمَا كُنتَ تَتْلُو﴾ تقرأ ﴿مِن قَبْلِهِ﴾ أي قبل نزول القرآن ﴿مِن كِتَابٍ﴾ أي مكتوب ﴿وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ﴾ لأنك أمي: لا تقرأ ولا تكتب؛ وهي معجزة لك؛ دالة على صدقك. ولو كنت تكتب وتقرأ ﴿إِذاً لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾ أي لو كنت تتلو الكتب المتقدمة - قبل نزول القرآن - وتكتب بيمينك ما نزل عليك: لشك المبطلون في رسالتك، وحق لهم أن يشكوا وقتذاك. ولكنك أمي لم تقرأ كتاباً، ولم تخط بيدك سطراً؛ فلم إذن الشك والارتياب؟
﴿وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ﴾ بعد وضوحها، وإحاطتها بسياج منيع يبعد بها عن الشبهات ﴿إِلاَّ الظَّالِمُونَ﴾ الكافرون
﴿وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ﴾ أي هلا أنزل عليه آيات من ربه: مثل ناقة صالح، وعصا موسى، ومائدة عيسى؛ عليهم السلام
﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ﴾ من الآيات الدالة على صدقك ﴿أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ﴾ أي أولم يكفهم من الآيات المعجزات: هذا القرآن الذي أنزلناه عليك وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك لأنك أمي؛ وهذا القرآن - الذي جئت به - أعجز الفصحاء والبلغاء؛ وفيه رحمة وهدى، وشفاء للمؤمنين، وقد أحل لهم الطيبات، وحرم عليهم الخبائث؛ ولم يستطيعوا - رغم قوة حجتهم، وبلاغة عارضتهم - أن يأتوا بمثل سورة منه؛ وهو معجزة المعجزات أبد الآبدين، ودهر الداهرين
﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِالْبَاطِلِ﴾ وهو كل معبود سوى الله تعالى ﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ﴾
﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ﴾ بقولهم: «اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم»
﴿وَلَوْلاَ أَجَلٌ﴾ وقت ﴿مُّسَمًّى﴾ ضربناه لنزول العذاب بهم ﴿لَّجَآءَهُمُ الْعَذَابُ﴾ حين استعجلوا به ﴿وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً﴾ فجأة