﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ (أنظر آية ٤ من سورة القلم)
﴿بُكْرَةً﴾ أول النهار ﴿وَأَصِيلاً﴾ آخره
﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ﴾ الصلاة من الله تعالى: الرحمة، ومن الملائكة: الدعاء والإستتار ﴿لِيُخْرِجَكُمْ﴾ برحمته ﴿مِنَ الظُّلُمَاتِ﴾ الكفر ﴿إِلَى النُّورِ﴾ الإيمان، ومن الجهل إلى العلم (أنظر آية ١٧ من سورة البقرة)
﴿يأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً﴾ على من أرسلت إليهم؛ بل على الناس جميعاً ﴿وَمُبَشِّراً﴾ من أطاع الله برحمته وجنته ﴿وَنَذِيراً﴾ لمن عصاه بغضبه وناره
﴿وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ﴾ إلى معرفته وطاعته ﴿بِإِذْنِهِ﴾ بأمره وتقديره ﴿وَسِرَاجاً مُّنِيراً﴾ جمع الله تعالى - في وصف نبيه الأعظم - بين صفتي الشمس والقمر: قال تعالى ﴿وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً﴾ وفضله عليه الصلاة والسلام على سائر المخلوقات؛ لا يقل بحال عن فوائد الشمس، ونور القمر: فكما أن الشمس تبعث الدفء والحياة في سائر الكائنات؛ فإنه قد بعث دفء الإيمان، في قلوب بني الإنسان، وبعث الحياة الحقيقية، والسعادة الأبدية بين المؤمنين؛ وأنار الدنيا بشريعته وهدايته وكما أن السراج المنير يستضاء به، ويسترشد بواسطته: كذلك الرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه؛ فإن من سار على سنته، واهتدى بطريقته: لا شك واصل إلى أمنيته، متمتع في جنته وأي سراج وهاج، وأي قمر منير يضاهي محمداً في نوره، أو يحاكيه في هدايته؟ جعلنا الله تعالى ممن يستضيء بنوره، ويستنير بضوئه، ويسير على سنته، ويهتدي بهديه؛ وينضوي تحت لوائه، ويحشر في زمرته، ويرتوي من حوضه
﴿وَدَعْ أَذَاهُمْ﴾ أي اترك مقابلة إذايتهم لك بمثلها. وهو تعليم من الله تعالى لعباده: بالإحسان إلى من أساء
﴿إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ﴾ أي عقدتم عليهن ﴿مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ﴾ أي من قبل أن تدخلوا بهن ﴿فَمَتِّعُوهُنَّ﴾ قيل: هي منسوخة بقوله تعالى ﴿وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ﴾ أي فنصف المهر الذي فرضتموه ﴿وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً﴾ أي طلقوهن طلاقاً لا ضرار فيه
﴿اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ﴾ مهورهن ﴿وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ﴾ من الإماء ﴿مِمَّآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَيْكَ﴾ الفيء: الغنيمة؛ وهما صفية وجويرية؛ أعتقهما وتزوجهما
-[٥١٦]- ﴿إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا﴾ أي يطلب زواجها ﴿خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ أي إن الهبة لا تجوز إلا له عليه الصلاة والسلام. فليس لمؤمنة أن تهب نفسها لمؤمن، وليس له أن يقبل ذلك؛ إذ أن الهبة إحدى خصوصيات الرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه ﴿قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ﴾ أي على المؤمنين ﴿فِي أَزْوَاجِهِمْ﴾ من وجوب المهر، والولي، والشهود، وانعدام الموانع، وعدم تجاوز الأربع من النسوة ﴿حَرَجٌ﴾ ضيق وإثم فيما فعلت


الصفحة التالية
Icon