﴿وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ﴾ وهم مؤمنو أهل الكتاب؛ أن ﴿الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ﴾ القرآن ﴿هُوَ الْحَقَّ﴾ هو ﴿وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ﴾ طريق ﴿الْعَزِيزُ﴾ الغالب الذي لا يغلب ﴿الْحَمِيدِ﴾ المحمود في كل أفعاله
﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ﴾ يعنون به محمداً ﴿يُنَبِّئُكُمْ﴾ يخبركم أنكم ﴿إِذَآ﴾ متم و ﴿مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ﴾ فرقتم في قبوركم كل تفريق ﴿إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ أي ستخلقون يوم القيامة من جديد
﴿افْتَرَى﴾ استفهام؛ أي هل افترى بقوله هذا ﴿عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ﴾ جنون؛ فهو يعرف بما لا يعرف قال تعالى رداً على إفكهم وضلالهم ﴿بَلِ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلاَلِ الْبَعِيدِ﴾ عن الحق في الدنيا
﴿أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً﴾ قطعاً ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً﴾ برهاناً ﴿لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ﴾ راجع إلى الله بكليته
﴿يجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ﴾ أي رجعي التسبيح معه ﴿وَالطَّيْرُ﴾ أيضاً يسبح معه. قال تعالى: ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ ﴿وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ﴾ جعلناه ليناً كالطين المعجون، أو وفقناه إلى إلانته بواسطة الصهر، وعلمناه طرق صناعته، وتشكيله كما يريد
﴿أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ﴾ دروعاً تامة؛ تغطي سائر البدن ﴿وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾ أي في نسج الدروع. يقال لصانعها: سراد. ومعنى «وقدر» أي اجعل حلقاتها منسقة متناسبة ﴿وَاعْمَلُواْ صَالِحاً﴾ الخطاب لآل داود، وأمته؛ ويشمل الصلاح المأمور به: صلاح الأعمال والأفعال؛ من العبادات والصناعات سخرنا
﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ﴾ ﴿تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ﴾
-[٥٢٢]- ﴿غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ﴾ أي جريها بالغداة مسيرة شهر، وكذلك جريها بالعشي ﴿وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ﴾ أي معدن النحاس: أذبناه له، أو وفقناه لطرق صهره، والانتفاع بصناعاته؛ كما وفقناه لصهر الحديد. والرأي الأول أولى؛ ليتفق مع المعجزة: فإلانة الحديد؛ وإذابة النحاس؛ بغير ملين، أو مذيب طبيعي: أدعى إلى الإعجاز، وتنبيه القلوب، ولفت الأنظار ﴿وَمَن يَزِغْ﴾ يعدل ويحد ﴿مَّحَارِيبَ﴾ مساجد، أو مساكن ﴿وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ﴾
الجفان: جمع جفنة؛ وهي القصعة الكبيرة. والجوابي: جمع جابية؛ وهي الحوض الضخم


الصفحة التالية
Icon