﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ﴾ يتنقل فيها (انظر آية ٦١ من سورة الفرقان) ﴿حَتَّى عَادَ كَالعُرجُونِ﴾ العرجون: العذق؛ وهو من التمر كالعنقود من العنب ﴿الْقَدِيمِ﴾ حين يجف ويصفر ويتقوس
﴿لاَ الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ﴾ لا يجوز لها، ولا يمكنها؛ لما أحاطها الله تعالى به من ضروب الحفظ، وما سخره لسيرها من ملائكته وخزنته؛ فلا ينبغي لها ﴿أَن تدْرِكَ القَمَرَ﴾ وأنى لها أن تدركه؛ وقد وضع لها خالقها نظاماً لا يمكنها من إدراك القمر؛ لو سعت إلى ذلك وأرادته. قال تعالى: ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ﴾ ﴿وَكُلَّ﴾ من الشمس والقمر ﴿فِي فَلَكٍ﴾ خاص به، لا يتعداه إلى غيره ﴿يَسْبَحُونَ﴾ يسيرون في الهواء كسير السابح في الماء
﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ﴾ علامة أخرى دالة على قدرتنا وحفظنا وكلاءتنا ﴿أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ أي ذرية الأمم المتقدمة: حملهم الله تعالى ﴿فِي الْفُلْكِ﴾ السفينة. والمراد بهم قوم نوح عليه السلام، أو المراد: ذرية كفار مكة. أو المراد بالذرية: الآباء؛ وهي من أسماء الأضداد. والمعنى: حمل الله تعالى آباءهم وهم في أصلابهم ﴿الْمَشْحُونِ﴾ المملوء ناساً ومعاشاً
﴿فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ﴾ أي فلا يستطيعون الصريخ، أو فلا يستجاب لصريخهم
﴿إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا﴾ لمن ننجيه ﴿وَمَتَاعاً﴾ تمتيعاً له بالحياة ﴿إِلَى حِينٍ﴾ إلى حين انقضاء أجله
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُواْ مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ﴾
-[٥٤٠]- أي خافوا قدرتنا على تعذيبكم في الدنيا: بالمرض والفقر، أو القتل والأسر. وفي الآخرة بالجحيم والعذاب الأليم أو «ما بين أيديكم» ما ظهر لكم «وما خلفكم» ما غاب عنكم