﴿فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَآ إِنَّا لَذَآئِقُونَ﴾
﴿فَأَغْوَيْنَاكُمْ﴾ أضللناكم ﴿إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ﴾ ضالين مضلين
﴿وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا﴾ التي نعبدها وآباؤنا من قبلنا ﴿لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ﴾ يعنون سيد الفضلاء والعقلاء: محمداً وما هو بشاعر ولا مجنون؛ بل خاتم الأنبياء وخير أهل الأرض والسماء ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً﴾
﴿بَلْ جَآءَ بِالْحَقِّ﴾ القرآن ﴿وَصَدَّقَ﴾ من سبقه وتقدمه من ﴿الْمُرْسَلِينَ﴾ فلم يكذب بأحدهم؛ بل صدق بجميعهم
﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ﴾ خمر يجري على وجه الأرض؛ كأنهار الماء التي ترى بالعين. ولا تسمى الكأس كأساً؛ إلا إذا كانت ملأى؛ وإلا فهي كوب
﴿بَيْضَآءَ﴾ صفة للكأس، أو صفة للخمر. وقرأ عبد الله «صفراء» ويؤيد أنها صفة للخمر قوله تعالى: ﴿لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ﴾ أي ليست كخمر الدنيا: كريهة الطعم، فاسدة الرائحة
﴿لاَ فِيهَا غَوْلٌ﴾ أي لا تغتال العقول كخمر الدنيا؛ التي تجعل شاربها يهرف بما لا يعرف ﴿وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ﴾ يسكرون؛ فيخلطون. يقال: نزف الشارب: إذا ذهب عقله. أو المعنى: ولا هم عنها يصرفون ويمنعون
﴿وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ اللاتي يقصرن أبصارهن على أزواجهن، فلا يطمحن بأعينهن إلى غيرهم ﴿عِينٌ﴾ جمع عيناء؛ وهي النجلاء: حسناء العين واسعتها
﴿كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ﴾ شبههن بالبيض المكنون في البياض والصفاء؛ وقد جرت عادة العرب في تشبيه النساء؛ بقولهم: بيضات الخدور
﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ﴾ أي بعض أهل الجنة ﴿عَلَى بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ﴾ عما مر بهم في الدنيا؛ وذلك على سبيل المسامرة وقت الشراب
﴿قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ﴾ صديق مقارن لي في الدنيا


الصفحة التالية
Icon