﴿يَقُولُ﴾ لي متعجباً ﴿أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ﴾ أي كان ينكر عليّ تصديقي وإيماني بالبعث
﴿أَإِنَّا لَمَدِينُونَ﴾ أي أئنا لمحاسبون ومجزيون؟ ﴿قَالَ﴾ هذا القائل لإخوانه؛ الذين يتكلم معهم، ويذكر لهم أخبار قرينه في الدنيا؛ الذي كان ينكر البعث والجزاء؛
قال: ﴿هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ﴾ أي هل أنتم ناظرون معي إلى النار؛ لننظر حاله وما صار إليه الآن عقوبة على إنكاره وتكذيبه
﴿فَاطَّلَعَ﴾ فنظر إلى النار هو ومن معه من أهل الجنة ﴿فَرَآهُ﴾ رأى قرينه في وسط النار
﴿قَالَ﴾ مخاطباً قرينه في النار ﴿تَاللَّهِ﴾ قسم فيه معنى التعجب ﴿إِن كِدتَّ﴾ قاربت ﴿لَتُرْدِينِ﴾ لتهلكني معك بإغوائك لي
﴿وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّي﴾ لطفه ورحمته: أن هداني للإيمان ﴿لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾ معك في النار
{أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ *
إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأُولَى} التي متناها في الدنيا ﴿وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ بعد أن تداركتنا نعمة الله تعالى في الدنيا بالإيمان، وفي الآخرة بالنجاة من النيران وهو استفهام تلذذ، وتحدث بنعمة الله تعالى وتقرير لتأبيد الحياة المنعمة، وانعدام التعذيب
﴿إِن هَذَآ﴾ التنعم الخالد ﴿لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ الذي لا يدانيه فوز
﴿لِمِثْلِ هَذَا﴾ النعيم الدائم} في الدنيا
﴿أَذَلِكَ﴾ النعيم ﴿خَيْرٌ نُّزُلاً﴾ النزل: ما يعد لإكرام الضيف ﴿أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ﴾ هي من أخبث الشجر المر؛ ويوجد منه بتهامة. ينبتها الله في الجحيم؛ لتكون طعاماً لأهلها
﴿إِنَّا جَعَلْنَاهَا﴾ أي جعلنا ذكر هذه الشجرة، وأنها «تخرج في أصل الجحيم» ﴿فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ﴾ اختباراً للكافرين؛ حيث قالوا: إن النار تحرق الشجر؛ فكيف تنبته؟ وفاتهم أن الله تعالى هو وحده الذي اختص مخلوقاته بما شاء من مزايا؛ وهو جل شأنه، وتعالت قدرته؛ يرفع مزايا الأشياء إن شاء. ألا ترى أنه جل شأنه منع من النار مزية الإحراق؛ وجعلها برداً وسلاماً على إبراهيم حين شاء
﴿طَلْعُهَا﴾ ثمرها ﴿كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ﴾ كرءوس الحيات القبيحة المنظر
﴿ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ﴾ لخلطاً من ماء حار؛ يشوي الوجوه، ويقطع الأمعاء
﴿إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ﴾ وجدوا


الصفحة التالية
Icon