﴿ضَرْباً بِالْيَمِينِ﴾ أي ضرباً بالقوة؛ فكسرها
﴿فَأَقْبَلُواْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ﴾ يسرعون؛ حينما رأوا ما حل بآلهتهم
﴿قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ﴾ بأيديكم
﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ أي خلقكم، وما تعملونه بأيديكم من الأصنام؛ فكيف تعبدونها؟
﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي﴾ متجه إليه، ومتوكل عليه؛ فإنه ﴿سَيَهْدِينِ﴾ إلى معرفته، وإلى سبل الرشاد
﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينِ﴾ أي ولداً من الصالحين
﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ﴾ أي لما بلغ الولد أن يمشي، ويسعى مع أبيه في أشغاله وحوائجه؛ وهو إسماعيل جد نبينا؛ عليهما الصلاة والسلام، وقيل: هو إسحق. وأيد كلا القولين أقوام، ولكل فريق أدلة ساقها، ومراجع ذكرها؛ ولكن الفؤاد يرتاح إلى أنه إسمعيل لا إسحق؛ يدل عليه قوله تعالى في الآية المقبلة ﴿وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾ صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين ﴿قَالَ يبُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ﴾ ورؤيا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: وحي
﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا﴾ انقادا لأمره تعالى، ولإرادته جل شأنه: أسلم الأب ابنه، والابن نفسه ﴿وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ صرعه في الأرض على جبينه، ووضع السكين على حلقه
{وَنَادَيْنَاهُ أَن يإِبْرَاهِيمُ *
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَآ} وفعلت ما أوحينا به إليك، وأمرناك به
﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِينُ﴾ الاختبار البين
﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ قيل: نزل له جبريل عليه السلام بكبش عظيم؛ فذبحه مكان ابنه.
والقرآن الكريم لم يورد ما أورده من القصص عبثاً؛ وإنما أورده للذكرى والاعتبار والاستبصار وقد أراد الله تعالى بإيراد هذه القصة: أن يعلمنا إلى أي مدى يطيع الابن أباه؛ ليرضي مولاه فالواجب على من أحبالله، وأحبهالله: أن يكون مع والديه كالميت في يد المغسل: هل يستطيع أن يقول له أف لقد برد الماء، أو أف لقد زادت حرارته؟
﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ﴾ في الأمم المتأخرة بعده


الصفحة التالية
Icon