﴿فَإِنْ أَعْرَضُواْ﴾ عن الإيمان؛ بعد ظهور بواعث الإيقان ﴿فَقُلْ﴾ لهم ﴿أَنذَرْتُكُمْ﴾ أي أنذركم وأحذركم ﴿صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ﴾ أي عذاباً يهلككم؛ مثل العذاب الذي أهلك عاداً وثمود. والصاعقة: نار تنزل من السماء. وعاد: قوم هود. وثمود: قوم صالح
﴿إِذْ جَآءَتْهُمُ الرُّسُلُ﴾ فأنذرتهم بالعذاب، وحذرتهم من الكفر؛ كما جئتكم وأنذرتكم ﴿جَآءَتْهُمُ الرُّسُلُ﴾ ﴿مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ﴾ هو كناية عن كثرة الرسل، وإحاطتهم بهم من كل مكان. أو المراد: تتابع الرسل عليهم؛ متقدمين عنهم ومتأخرين. فكذبوهم، وكفروا بهم
﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً﴾ عاصفة، تصرصر في هبوبها؛ أي تصوت، وهو من الصرير ﴿فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ﴾ مشئومات؛ لوقوع العذاب فيها. أما سائر الأيام: فلا شؤم فيها؛ إنما يتولد الشؤم من المعاصي، وإتيان ما يغضب الله تعالى، ويستوجب عقابه. (انظر آية ١٣صلى الله عليه وسلّم من سورة الأعراف) ﴿وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى﴾ أشد، وأفدح، وأفضح ﴿وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ﴾ لا يستطيع أحد أن يمنع وقوعه بهم
﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾ أي فمهدنا لهم سبل الهداية: بأن جعلنا لهم عقولاً بها يفقهون، وآذاناً بها يسمعون، وأعيناً بها يبصرون؛ وأعددناهم بذلك للرؤية، والاستماع والتفهم؛ ثم أرسلنا لهم الرسل، وأبنا لهم طرق الرشد، وحذرناهم من الوقوع في شرك الشيطان، والسقوط في مهاوي الضلال ﴿فَاسْتَحَبُّواْ الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾ أي فاختاروا - برغبتهم وميلهم - الكفر على الإيمان ﴿الْعَذَابِ الْهُونِ﴾ المهين ﴿بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ بما كانوا يعملون من المعاصي