﴿بِالْحَقِّ﴾ بالصدق، وأنزل ﴿وَالْمِيزَانَ﴾ أقام العدل، وأمر به؛ لأن الميزان: آلة الإنصاف والعدل. وربما أريد بالميزان: العقل؛ لأن به توزن الأمور، ويفرق بين الخير والشر، والحق والباطل
﴿مُشْفِقُونَ﴾ خائفون ﴿يُمَارُونَ﴾ يجادلون
﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾ بالعاصي منهم والطائع، والكافر والمؤمن؛ يرزق كلا النوعين، ويمتع كلا الصنفين: لطف بأوليائه حتى عرفوه؛ ولو لطف بأعدائه لما جحدوه وإنما كان لطفه بهم من ناحية الرزق والحفظ ﴿وَهُوَ الْقَوِيُّ﴾ على مراده ﴿الْعَزِيزُ﴾ الغالب الذي لا يغلب
﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ﴾ أي ثوابها. لما كان العامل في هذه الدنيا كالزارع الذي خدم الأرض وسقاها: جعل جزاؤه وثوابه على عمله في الآخرة كالحرث
﴿أَمْ لَهُمْ﴾ أي للمشركين ﴿شُرَكَاءُ﴾ آلهة ﴿شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ﴾ كالشرك، ونسبة الولد إليه تعالى ﴿وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ﴾ أي القضاء السابق بتأخير الجزاء ليوم القيامة ﴿لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ﴾ بالعقوبة التي يستحقونها ﴿وَإِنَّ الظَّالِمِينَ﴾ الكافرين
﴿مُشْفِقِينَ﴾ خائفين ﴿مِمَّا كَسَبُواْ﴾ من جزاء ما عملوا من المعاصي ﴿وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ﴾ أي نازل بهم العذاب، الذي هو جزاء ما كسبوا


الصفحة التالية
Icon