﴿وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾ أي التي عرفها لهم، وبشرهم بها في الدنيا على لسان رسله
﴿يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ﴾ أي تنصروا دينه ورسله وتعاليمه. ومن نصرة الله تعالى: إقامة الحق، وعدم كتمان الشهادة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ﴿يَنصُرْكُمْ﴾ على أعدائكم، وعلى أنفسكم، وعلى الشيطان الرجيم ﴿وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ عند مجاهدة العدو، ومجاهدة النفس
﴿وَالَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ﴾ أي هلاكاً وخيبة
﴿ذَلِكَ﴾ الهلاك والخيبة ﴿بِأَنَّهُمُ﴾ بسبب أنهم ﴿كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ﴾ كرهوا القرآن، وما اشتمل عليه من شرائع وتكاليف، وأوامر ونواه ﴿فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ أبطلها ﴿كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ من الكفار
﴿دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ أي أهلكهم هلاك استئصال ﴿وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا﴾ أي أمثال عاقبة من قبلهم من العذاب والتدمير
﴿ذَلِكَ﴾ الإحباط والتدمير ﴿بِأَنَّ﴾ بسبب أن ﴿اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ وليهم وناصرهم، وحافظهم، وكافلهم؛ لأنهم يتوكلون عليه، وينيبون إليه ﴿وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ﴾ ينصرهم؛ أو يحفظهم؛ لأنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم، ووكلهم إليها وإلى شياطينهم
﴿وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ﴾ في الدنيا ﴿وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ﴾ التي تأكل وهي غير عابئة بعاقبتها، ولا حاسبة لمآلها حساباً. ومآلها النحر والذبح والمهانة
﴿وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ﴾ أي منزل ومقام ومصير
﴿وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ﴾ وكم من قرية. والمراد بالقرية أهلها ﴿مِّن قَرْيَتِكَ﴾ مكة


الصفحة التالية
Icon