﴿إِسْتَبْرَقٍ﴾ هو ما غلظ من الحرير ﴿وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ﴾ ثمرهما ﴿دَانٍ﴾ قريب: يناله القائم، والقاعد، والمضطجع. سهل التناول: لا يحول دونه بعد، ولا شوك، ولا يحتاج إلى صعود نخلها لاجتناء تمرها، ولا معالجة شجرها لاجتناء ثمرها
﴿فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ أي اللاتي يقصرن بصرهن على أزواجهن ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾ لم يطأهن. والطمث: افتضاض البكر
﴿كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ﴾ لما كان الياقوت والمرجان: من أنفس حلى العرب في ذلك العهد: شبههن بهما. ولا صحة لما ذهب إليه بعض المفسرين من وصف الحور العين: بأن أعينها من ياقوت، وأرجلها من زبرجد، وجسمها من عنبر وأنها من الصفاء بحيث يرى مخ سوقها؛ إلى غير ذلك مما لا يتفق والحقيقة؛ وهو من المغالاة المذمومة. فلو تصور إنسان امرأة على هذه الصورة، وتلك الصفة: لكانت محل اقتنائه، لا موضع متعته ولذته
﴿هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ﴾ في الدنيا بطاعة الله ﴿إِلاَّ الإِحْسَانُ﴾ في الآخرة بالنعيم المقيم؟ وأين إحسان المخلوق؛ من إحسان الخالق المنعم المتفضل؟
﴿وَمِن دُونِهِمَا﴾ أي من دون هاتين الجنتين اللتين وصفهما الله تعالى بأنهما لمن خاف مقامه: دونهما في العظم، والمقام، والدرجة؛ وهما لأصحاب اليمين من المتقين. قال تعالى: «وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين: في سدر مخضود، وطلح منضود، وظل ممدود، وماء مسكوب، وفاكهة كثيرة؛ لا مقطوعة ولا ممنوعة»
﴿مُدْهَآمَّتَانِ﴾ خضراوان؛ من وفرة الري والعناية الربانية
﴿نَضَّاخَتَانِ﴾ فوارتان بالماء لا تنقطعان
﴿فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ﴾ مخففة من خيرات؛ بتشديد الياء. وبها قرىء أيضاً وهن الحور ﴿حِسَانٌ﴾ أي حسان الخلق والخلق
﴿حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ﴾ حور: جمع حوراء؛ وهي شديدة بياض العين وسوادها (انظر آية ٥٤ من سورة الدخان) و «مقصورات» أي مخدرات؛ قصرن في خدورهن


الصفحة التالية
Icon