﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً﴾ أي دعه لي وحدي فإني أكفيكه، وأنتقم لك منه؛ وهو الوليدبن المغيرة. أو ذرني ومن خلقته وحدي بلا معين؛ فلا أحتاج إلى معين في إهلاكه، أو ذرني ومن خلقته وحيداً؛ بلا مال، ولا ولد
﴿وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً﴾
كثيراً وفيراً
﴿وَبَنِينَ شُهُوداً﴾ حضوراً معه - يتمتع بقربهم ومشاهدتهم، ويتمتعون بقربه ومشاهدته - وذلك لاستغنائه واستغنائهم عن التجارة ومشاق السفر
﴿وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً﴾ أي بسطت له الجاه والرياسة
﴿ثُمَّ يَطْمَعُ﴾ بعد كفره ومزيد إنعامنا عليه ﴿أَنْ أَزِيدَ﴾ أي يرجو أن أزيد في ماله وولده؛ من غير شكر لما تقدم من إنعامنا
﴿كَلاَّ﴾ لن أزيده، ولن أجمع له بين الكفر والمزيد من النعم ﴿إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً﴾ أي كان للقرآن جاحداً معانداً
﴿سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً﴾ الإرهاق: حمل ما لا يطاق. أي سأجعل له مكان ما يطمع فيه من الزيادة عقبة شاقة المصعد. وهو مثل لما يلقى من العذاب الصعب الأليم
﴿إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ﴾ أي فكر في تكذيب القرآن ومنزله وقدر ما يقوله من الإفك، ونسبة الرسول عليه الصلاة والسلام للسحر والجنون
﴿فَقُتِلَ﴾ لعن وطرد من رحمة الله تعالى ﴿كَيْفَ قَدَّرَ﴾ تعجيب من تدبيره وتقديره؛ حيث بلغ غاية الكفر؛ وهو تكذيب الرسول، والطعن فيما جاء به
﴿ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ﴾ تكراراً لتأكيد لعنه
﴿ثُمَّ نَظَرَ﴾ تفكر في أمر القرآن
﴿ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ﴾ قطب وجهه، وزاد في التقبض والكلوح
﴿أَدْبَرَ﴾ عن الحق والإيمان ﴿وَاسْتَكْبَرَ﴾ عن اتباع النبي
﴿فَقَالَ﴾ عن القرآن ﴿إِنْ هَذَآ﴾ ما هذا ﴿إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ﴾ يروى عن السحرة
﴿إِنْ هَذَآ﴾ ما هذا القرآن ﴿إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ﴾ قاله محمد، أو تعلمه ممن قاله. قال تعالى رداً على قوله وكفره
﴿سَأُصْلِيهِ﴾ سأدخله ﴿سَقَرَ﴾ هو علم لجهنم
﴿وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ﴾ تهويل لشأنها
﴿لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ﴾ لا تدع شيئاً ألقي فيها إلا أحرقته
﴿لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ﴾ البشر: جمع بشرة؛ وهي ظاهر جلد الإنسان. أي محرقة للجلود، مسودة لها. والمراد بذلك تبيين أنها لا تهلكهم فيستريحوا
﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ ملكاً؛ يلون أمرها
﴿وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَابَ النَّارِ﴾ خزنتها ﴿إِلاَّ مَلاَئِكَةً﴾ لأنهم في قواهم واستعدادهم خلاف البشر و ﴿لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ وقد أمرهم المنتقم الجبار بألا تأخذهم رأفة، ولا رحمة بمن عصى الله تعالى ﴿وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ﴾ بتسعة عشر ﴿إِلاَّ فِتْنَةً﴾ أي ابتلاء واختباراً (انظر آية صلى الله عليه وسلّم من سورة الفاتحة) ﴿لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ﴾ أن هذا القرآن منزل من عند الله تعالى؛ لأن هذا العدد موجود في كتبهم ﴿إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ
-[٧٢٠]- إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾
﴿وَلاَ يَرْتَابَ﴾ لا يشك ﴿وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ شك؛ وهم المنافقون ﴿مَاذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً﴾ أي أي شيء أراده الله بهذا العدد؟ ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ﴾ وعددهم، ومبلغ قوتهم ﴿وَمَا هِيَ﴾ أي وما جهنم وذكرها ووصفها ﴿إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾ عبرة وعظة


الصفحة التالية
Icon