﴿وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً﴾ التي تسبح في مضيها؛ أي تسرع
﴿فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً﴾ التي تسبق إلى أداء ما أمرت به
﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً﴾ التي تدبر أمر العباد بما يصلحهم في دينهم ودنياهم؛ بأمر ربهم
﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ﴾ تتحرك الأرض بشدة؛ فيموت كل من عليها. وهو عند النفخة الأولى
﴿تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ﴾ النفخة الثانية؛ وعندها تبعث الخلائق. وقيل: «الرادفة» السماء؛ لأنها تتبع الأرض في التخريب؛ فتنشق؛ وتنتثر كواكبها
﴿قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ﴾ مضطربة
﴿أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ﴾ ذليلة لهول ما ترى
﴿يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ﴾ أي كانوا يقولون ذلك في الدنيا، أو ذلك قولهم في الآخرة. يقال: رد إلى حافرته: أي إلى أول أمره. وقيل: يتمنون أن لو يردوا إلى قبورهم ميتين، أو يردوا إلى الدنيا؛ كقوله تعالى حكاية عنهم ﴿هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ﴾ ﴿نَّخِرَةً﴾ بالية
﴿كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ﴾ رجعة ذات خسران
﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ﴾ أي صيحة واحدة؛ وهي النفخة الثانية
﴿فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ﴾ فإذا هم أحياء على وجه الأرض
﴿بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ﴾ المطهر المبارك ﴿طُوًى﴾ اسم للوادي، أو هو بمعنى مرتين. أي الوادي الذي قدس مرة بعد أخرى. وقيل: «طوى» بمعنى طإ الأرض حافياً
﴿إِنَّهُ طَغَى﴾ تجاوز الحد
﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى﴾ إلى أن تتطهر من الشرك والعصيان
﴿فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى﴾ ألقى موسى عصاه «فإذا هي حية تسعى»
﴿ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى﴾
تولى عن موسى، وسعى في مكايدته. أو أدبر مرعوباً، يسرع في مشيته
﴿فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الأَعْلَى﴾ أي فجمع الجنود والسحرة
ونادى فيهم قائلاً: ﴿أَنَاْ رَبُّكُمُ الأَعْلَى﴾
﴿فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُوْلَى﴾ أي فعاقبه الله تعالى على كلمتيه «الآخرة» وهي «أنا ربكم الأعلى» «والأولى» وهي ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ أو عاقبه الله عقاب الدنيا والآخرة
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ﴾ التنكيل بفرعون، وبسائر الكافرين ﴿لَعِبْرَةً﴾ لعظة ﴿لِّمَن يَخْشَى﴾ الله تعالى، ويخاف عقابه