﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ﴾ ألهم، أو أوحى إليه ﴿كَلِمَاتٍ﴾ هي قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ ﴿فَتَابَ عَلَيْهِ﴾ ربه: قبل توبته، وغفر له
﴿قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً﴾
المراد آدم وحواء؛ تؤيده قراءة من قرأ ﴿اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً﴾ وقوله تعالى: ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً﴾ وقد خوطبا بلفظ الجمع: لأنهما أصل لبني الإنسان، أو على مذهب من يقول: إن أقل الجمع اثنان وقد يكون المقصود بالخطاب: آدم وحواء وإبليس ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى﴾ كتاب أو رسول
﴿يَابَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ خطاب لليهود. و «إسرائيل» هو يعقوب عليه السلام. وخص بني إسرائيل بالذكر؛ لأنهم أوفر الأمم نعمة، وأشدهم كفراً، وأكثرهم فساداً وعناداً ﴿اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ﴾ أنجاهم من الذل، وفضلهم على الكل؛ فازدادوا طغياناً وكفراً، وبغياً وعتواً ﴿وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي﴾ الذي عهدته إليكم في التوراة؛ بالإيمان بمحمد عند بعثته. أو أوفوا بما عاهدتكم عليه؛ من تبليغ ما أنزل إليكم، وتبيينه للناس: ﴿وَإِذَ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ﴾ ﴿أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾ الذي قطعته على نفسي؛ وهو إثابتكم على ذلك بالثواب والأجر ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ فخافوني وأطيعوا أمري
﴿وَآمِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ﴾ من القرآن ﴿مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ﴾ من التوراة؛ وفيها ذكر الرسول عليه الصَّلاة والسَّلام، وأنباء بعثته ﴿وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ﴾ أي بالقرآن، أو بالرسول ﴿وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً﴾ أي لا تبيعوا دينكم بدنياكم وأخراكم بأولاكم
﴿وَلاَ تَلْبِسُواْ﴾ لا تخلطوا ﴿الْحَقِّ﴾ الإيمان ﴿بِالْبَاطِلِ﴾ بالكفر الذي تفترونه
﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ﴾ البر: الاتساع في الخير ﴿وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ﴾ فلا تأتمرون بما به تأمرون. قيل: نزلت في أحبار اليهود، كانوا ينصحون سراً باتباع الرسول عليه الصَّلاة والسلام، ولا يتبعونه؛ طمعاً فيما يصل إلى أيديهم من الصلات والهبات والهدايا
﴿وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ﴾ التوراة؛ وفيها ذكر الرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه، وأبناء رسالته
﴿وَاسْتَعِينُواْ﴾ على الأمور الشاقة، والشهوات الموبقة ﴿بِالصَّبْرِ﴾ على الطاعات، وعن الملذات ﴿والصَّلاَةِ﴾ التي هي مناجاة لرب العالمين «كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة» ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ﴾ ثقيلة شاقة
-[١٠]- ﴿إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ الذين يستغرقون في مناجاة ربهم


الصفحة التالية
Icon