وعن هذا جوابان:
أحدهما: أنّ التقدير: ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنة، على المستعمل، إلا أنّه وضع الجميع موضع الواحد على الأصل، لأنّ الأصل أن تكون الإضافة إلى الجميع. كما قال الشاعر:
ثلاثُ مئين قد مضَينَ كوامِلًا | وها أنا ذا أرتَجي مَرّ أربَعِ. |
والثاني: أنّ العرب تستغني عن الواحد بالجمع. وعن الجمع بالواحد، فمما استغني فيه عن الواحد بالجمع قولهم: قدر أعشار، وثوب أخلاق، ومما استغنوا فيه بالواحد عن الجمع قوله:
بها جِيَفٌ الحَسْرى فأمَّا عِظامُها | فَبيضٌ وأَمَّا جِلْدُها فَصَلِيبُ |
كُلُوا في نصْف بَطنكُم تَعيشُوا | فَإنَّ زمانَكُم زَمنٌ خَمِيصُ. |
وهذا كله على قراءة حمزة والكسائي، فأما الباقون فإنهم نونوا (ثَلَاثَمِائَةٌ).
وفي نصب (سنين) قولان:
أحدهما: أنّه بدل من ثلاثمائة.