يعلم تأويل المتشابه إلا الله، وقيل إن الخلاف في ذلك لفظي، فإن من قال: الراسخون في العلم يعلمون تأويله أراد به أنه يعلم ظاهره لا حقيقته ومن قال: لا يعلم أراد به لا يعلم حقيقته وإنما ذلك إلى الله تعالى (١).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (لم يقل في المتشابه: لا يعلم تفسيره ومعناه إلا الله، وإنما قال: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ﴾ وهذا هو فصل الخطاب بين المتنازعين في هذا الموضع، فإن الله أخبر أنه لا يعلم تأويله إلا هو والوقف هنا كما دل عليه أدلة كثيرة.. ولكن لم ينفِ علمهم بتفسيره.. والله ورسوله إنما ذم متبعي المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، فأما من تدبر المحكم والمتشابه كما أمره الله وطلب فهمه ومعرفة معناه فلم يذمه الله تعالى.. ) أ. هـ باختصار (٢).
وفي المسألة مذهبان آخران غير مشهورين وهما ضعيفان:
الأول منهما: أن الوقف على (إلا الله) ويعلمه
_________
(١) المفردات في غريب القرآن للراغب (٢٥٥) وشرح الكوكب المنير (٢/ ١٥٣).
(٢) مجموع الرسائل الكبرى (٢/ ٩).


الصفحة التالية
Icon