واستعمال التأويل بمعنى تفسير الكلام وبيان معناه والمراد منه كثير في لغة السلف ومعروف لغة، وقد سمى الطبري كتابه: (جامع البيان عن تأويل القرآن) وأكثر فيه من استعمال كلمة تأويل، مريدًا بها معنى الكلام وتفسيره، وممن يستعمل التأويل بمعنى التفسير من مشهوري العلماء المتقدمين أبو عمر بن عبد البر (١).
ومن استعمال الصحابة للتأويل بمعنى تفسير القرآن ومعناه قول جابر رضي الله عنه في وصف حجة النبي - ﷺ -: "فصلى رسول الله - ﷺ - في المسجد ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مدى بصري من بين يديه من راكب وماش وعن يمينه مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك ورسول الله - ﷺ - بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به" أ. هـ (٢).
فتأمل قوله في وصف أفعال النبي - ﷺ -: "وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله".
وفي مصنف عبد الرزاق عن قتادة قال: (تسرت امرأة
_________
(١) ينظر على سبيل المثال: التمهيد (١/ ١٤٧) (٢/ ٣١٣).
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم (٨/ ١٧٠) والمسند (٣/ ٣٢٠) ومسند الطيالسي (١/ ٢٣٢) وعون المعبود (٥/ ٢٥٤).