واحدة ففتق منها سبع سموات وكانت الأرض واحدة ففتق منها سبع أرضين، وأنه فصل بين الأرض والسماء بالهواء.
هذا خلاصة كلام المفسرين في الآية وقد ذكر ابن كثير رحمه الله وهو مخالف لتخرصات ودجل الملاحدة فالسلف تكلموا عن بداية الخلق على نور من خالقه، ففسروا آيات القرآن التي ذكر الله فيها بداية تكوينه هذا الكون وهم مُقرون بالخالق وقدرته الباهرة على الخلق والتكوين وتكلموا بذلك على ما يقتضيه كلام الخالق نفسه سبحانه لا آرائهم وكشوفاتهم فجاء كلامهم كلام أهل علم وتقوى وَوَرَع وبصائر فذة فأصابوا الحق في العلم بالمخلوقات كما كانوا على الإصابة والسداد في العلم بخالقها إذْ أنهم لم يتَعَدَّوا طورهم ولا حَكّموا آرائهم ولا ركنوا في معرفة مخلوقات الخالق إلى الجاحدين له المنكرين لوجوده، حتى أرواحهم ينكرونها، وأي خير يُرجى من المعطلة؟ إن الشر لا يأتي بالخير.
هذه طريقة السلف في الكلام في الكون، أما المعطلة فمن أول خطوة ينظرون إلى الكون على أنه لا خالق له فتخرصوا في كلامهم في بداية الكون وأصله كلاماً يليق بهم وهم نَضْحُ آنيتهم وهو نتيجة ظلمة أفكارهم فزاد ضلالهم وأضلوا من قلَّدهم.