أما الملاحدة ومن قلدهم فليس للكون عندهم علو ثابت ولا سفول ثابت لأنهم يعتقدون فضاء لا ينتهي وكواكب تدور فيه فما كان في ساعة أعلى صار في الساعة التي بعدها أسفل وهكذا فلا ثبات للكون عندهم، فلا علو ولا سفول ثابت ومن عرف هذا عَلِمَ المراد بهذه النظريات وأنه الإضلال عن المعبود الحق سبحانه ليتوه القلب عن معبوده.
والمراد أن الضّدُّ يُظهر حسنه الضّدّ فبإشارة إلى خيال الملاحدة في الكون مع المقارنة بما تقدم من الوصف الصحيح له يتميز الحق من الباطل والحالي من العاطل.
وسوف أنقل هنا ما ذكرته في (هداية الحيران) من وصف سيد قطب للكون بعد أن ذكر قوله تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ) قال: وهذه الشمس واحدة من نحو مائة مليون من الشموس في المجرة القريبة منا، والتي نحن منها، وقد كشف البشر حتى اليوم نحو مائة مليون من هذه المجرات مُتناثرة في الفضاء الهائل من حوْلها تكاد تكون تائهة فيه. انتهى.
تأمل اللاّمعقول المُكَذَّب بصحيح المنقول، فهذه الشمس واحدة من نحو مائة مليون شمس، ونحن لا نجد في كلام الله عز وجل وكلام رسوله ﷺ إلا شمساً واحدة، كذلك الأمة بعد نبيها من جيل الصحابة رضي الله عنهم إلى وقتنا هذا لم يذكروا شمساً ثانية مع هذه الشمس فضلاً عن مائة


الصفحة التالية
Icon