هكذا يتكلمون عن السماء تقليداً للمعطلة الضّلاّل، وأعجب من قول هذا: أما في زمن التنزيل فلم يكن باستطاعة العلم أن يرى شيئاً من عملية بدء الخلق وإعادته، فهذا تجهيل للسلف.
والمطلوب بعد هذا المقارنة بين ما جاء في الكتاب والسنة من وصف الكون وما جاء به العلم الحديث المحدث المضل.
وصاحب كتاب توحيد الخالق تكلم عن توحيد الصفات وعن الشرك بكلام مُقارب لكنه يذكر أنواع العبادة ولا يذكر المحبة التي هي أصل العبادة، كما أنه حين ذكر اسم (الإله) قال: (هو المالك الذي يملك جميع الصلاحيات والسلطات في السموات والأرض، فالحق مختص به والنعمة كلها بيده، والأمر له وحده، والقوة والحول في قبضته، وكل ما في السموات والأرض قانت له مطيع لأمره طوعاً وكرهاً، ولا سلطة لأحد سواه، ولا ينفذ في الكون حكم لغيره إلا برضاه). انتهى ص٢١٨.
هذا الكلام الذي ذكره صاحب الكتاب في معنى (الإله) غير صحيح وإنما هو في معنى (الرب).
أما معنى (الإله) فهو المألوه بالعبادة، والتألّه عمل القلب وهو يختص بعمل العبد لما يتصف به الإله الحق سبحانه من صفات الجلال والجمال والكمال الموجبة لتألّهه فطرة وشرعة، فهذا الذي يُسمى (توحيد الألوهية) و (توحيد العبادة)، وهذا التوحيد لا يتحقق للعبد إلا بإفراد


الصفحة التالية
Icon