كل ذلك شاهد قائم يصيح في أهل العقول قائلاً: إن ربكم قد أحاط بكل شيء علماً. انتهى.
هكذا صاحب كتاب توحيد الخالق يُقرّر نظريات الملاحدة الباطلة ويُثبت الخالق وأنه خلق الأرض على مقتضى نظريات الكفرة، وهذا ضلال مبين ويحسب هو وأمثاله أنهم بذلك يُحسنون صُنْعاً.
إن الذي يعتقد دوران الأرض يستلزم اعتقاده نشأة الكون على مقتضى زعم الملاحدة في السديم، وهذا يجرّه حتماً إلى اعتقاد المجرات المزعومة في الفضاء الذي لا ينتهي، وقد تقدم بيان المجرات من كلام صاحب كتاب توحيد الخالق في قوله تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) وكلامه الخيالي فيها كما يزعم الملاحدة، وإنما يُفارقهم بإثبات الخالق.
فيقال له أنت اثبتَّ وجود الخالق على مقتضى فضاء لا ينتهي فأين مكان هذا الخالق وأين هو وأين سمواته المبنية ذات الأبواب والتي ليس لها فطور والتي تنشق يوم القيامة لنزول الملائكة كما قال تعالى: (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلاً).
ونحن نقرأ في سبعة مواضع من القرآن (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) فأين هذا العرش؟
إن اعتقاد فضاء لا ينتهي لا يتفق معه اعتقاد وجود ما تقدم ذكره.


الصفحة التالية
Icon