فإذا قالوا: السموات والعرش والرب فوق هذا كله، قيل لهم: هل تقولون إن السموات السبع والعرش العظيم شيء ثابت مستقر وأن السماء بناء حقيقة كما في آيات عديدة من القرآن أم أنها دائرة سابحة مع المجرات.
إن قلتم أن هذه المخلوقات العظيمة من السموات السبع والعرش العظيم ثابتة انتقض غَزْلكم وبطلت نظرياتكم من سديمها إلى مجراتها، لأن السموات بناء كروي محيط بالأرض من كل جانب، وبعضها في جوف بعض كما أن الأرض في جوف السماء الدنيا المباشرة لنا القريبة منا، وقد تقدم ذكر الإجماع على كرويّة السماء.
وإن قلتم: إنها تدور مع المجرات جئتم ببهتان عظيم حيث جعلتم عرش الرحمن يدور به ولم تميزوه عن سائر الكواكب مع أنه عظيم مجيد كريم والرب سبحانه فوقه فهل يدور الرب وعرشه مع مجراته أم ماذا؟ تعالى الله علواً كبيراً عن هذا الضلال المبين.
كذلك تورد عليكم ظاهرة العلو والسفول، فمن المعلوم ولله الحمد في عقيدة أهل الإسلام أن الرب سبحانه هو العلي الأعلى وأنه فوق مخلوقاته عالٍ عليها بذاته مستوٍ على عرشه، فإن كان يدور مع مجراته المزعومة فلا يكون هو الأعلى بل يكون مرة أعلى ومرّات أسفل تعالى الله وذلك بحكم الدوران والتقلّب المزعوم، وإن كانت السموات ثابتة