الجواب: لقد هان الكلام في القرآن على صاحب كتاب توحيد الخالق والخطر والله عظيم والأمر جسيم وإنما تُشْكى الأمور إلى الله وهو حسبنا ونعم الوكيل، إن هذا التلاعب بكلام الله وإجباره على مجاراة هذه العلوم والكشوف وتصديقها لمن علامات إثبات الجهل ورفع العلم النافع، ومن علامات رفع القرآن، ولا والله ما تجرأ على كلام الله أحد إلا لعظم جهله وضلاله، وقد تقدم كلام الصِّديق رضي الله عنه في القول بالقرآن فما بال هؤلاء كأنما أُعطوا الأمان بأن يقولوا في القرآن بآرائهم وأهوائهم.
ولقد أصبح الكلام في القرآن بالرأي فضيلة ومجال منافسة في عصرنا، فقد رأيت من ذلك عجائباً.
فالذي يقوله صاحب كتاب توحيد الخالق حاشا وكلا أن يكون هذا مراد الله بكلامه، وكيف يخاطب الله خير القرون بما لا يعرفون ولا يفهمون؟ كيف يصف لهم الضلال بما لا يعقلونه وإنما يسْتأثر بفهمه ومعرفته المتأخرون، هذا تنقّص للسلف حيث يُظن أنهم يقرءون كلام الله ولا يعرفون معناه، وقد صَرَّح صاحب كتاب توحيد الخالق بذلك في مواضع من كتابه (توحيد الخالق) وتقدم بيان ذلك.


الصفحة التالية
Icon