ورميهم الإنسان بعد فناء جسده، ثم قال: لقد جاء المثل الإلهي مُذهلاً يأخذ بالألباب في الآية الخامسة من سورة الحج حيث قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ) الآية.
قال: فبعد أن خلق الله الإنسان من تراب قَدّر فيه أجهزته المختلفة، انتهى. وقد تبين هذا الخطأ والاستدلال عليه وأن المراد بالمخلوق من التراب والطين هو آدم عليه السلام.
فالحذر من هذه التفاسير للآيات والمعاني للأحاديث التي أحدثها من يزعمون إعجاز القرآن فإنهم يحيلون معاني القرآن والحديث المعجزة حقاً إلى معاني بين باطل محض والحق لا يجتمع مع الباطل بل هو ضده، وبين معانٍ تافهة هزيلة وكأن كلام الله يشبه كلام البشر، ومن هنا تسقط حرمة القرآن ويستعمل في غير ما أنزل له.