بالرأي وخطر مخالفة السلف، وقد نقل ابن كثير في تفسيره أن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وأبو مالك والضحاك وقتادة والسدي وابن زيد أنهم يقولون في قوله تعالى: (فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ) أنها ظلمة الرِّحم وظلمة المشيمة التي هي كالغشاوة والوقاية على الولد وظلمة البطن. انتهى.
إن ما يفعله صاحب كتاب توحيد الخالق وأمثاله في هذا الزمان جناية على كلام الله عظيمة وذلك بتغيير معانيه على مقتضى ضلالات وخيالات الملاحدة.
وهذه الجناية أوْرثت ذلاً نفسياً للأتباع على غير بصيرة وأوْرثت تعظيماً لأعداء الله الكفرة حيث إنما تبيّنت وظهرت معاني القرآن على أيديهم بسبب علومهم وكشوفهم، ومن هذا عَزَف الكثير ممن فُتِنوا بهم عن المناهج السلفية، ومن هنا انفتح باب التنقص للصحابة والسلف بعدهم ولو لم يكن من بعض الناس بالمقال كان بالحال.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية قدّس الله روحه طوائف من الضُّلال والمنحرفين ثم قال:
(ثم إن هؤلاء مع هذا لم يجدوا الصحابة والتابعين تكلموا بمثل كلامهم بل ولا نُقل عن النبي ﷺ صار منهم من يقول: كانوا مشغولين بالجهاد عن هذا الباب وأنهم هم حقّقوا ما لم يحققه الصحابة).


الصفحة التالية
Icon