الجنة والجنة درجات فيها مائة درجة ما بين كل درجة والأخرى كما بين السماء والأرض.
والجنة وإن كانت درجات آخذة في العلو فهي كما وصف ابن القيم رحمه الله فدرجاتها كما يكون الجبل العظيم المنبسط فالجنان المرتفعة يوصل إليها كالصعود على الجبل الذي على أكنافه البساتين، كذلك النزول من الدرجات العلى إلى ما هي أسفل كالنزول من الجبل الذي تقدم ذكره هذا تقريب لبيان أن ليس درجاتها كالدار التي غرفها فوق بعض بالتساوي.
وبما أن الجنة فوق السماء السابعة فلا تسأل عن سعتها، فإذا كانت الأرض في جوف كرة السماء الدنيا فهي صغيرة بالنسبة إليها إذ السماء الدنيا محيطة بها من كل الجهات فكيف بسعة السماء الثانية، وهكذا.
فسعة العالَم العلوي عظيمة، لكنها شيء وهذيان الملاحدة شيء آخر حيث أن السّعة عندهم إلى ما لا نهاية.
وعرض الجنة ذكره الرب سبحانه في سورة (آل عمران) قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) وفي سورة (الحديد) قال تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) الآية.
والقرآن يفسر بعضه بعض فقوله تعالى: (عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ