قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ).
والفَلَك هو المستدير، وذلك لأن السماء الدنيا محيطة بالأرض من كل جانب وهي على شكل الكرة.
فالكلام في نهار الكواكب وليلها هَذَيان، وإنما الليل والنهار يتعاقبان على الأرض وتختصّ بهما.
وسببهما دوران الشمس في الفلك المستدير الذي هو السماء حيث تشرق الشمس من المشرق وما تزال تدور على الأرض فما قابلته بضيائها اسْتنار وهو النهار ويُقابله من الوجه الآخر للأرض الليل الذي هو ظل الأرض، وقد بَيّنت ذلك، ولله الحمد في (هداية الحيران في مسألة الدوران)، أما الآيات فجاءت لذكر الآلاء والامتنان على العباد بما سخر لهم سبحانه من عظيم آلائه.
قال ابن كثير رحمه الله: يقول تعالى ممتناً على عباده بما سخر لهم من الليل والنهار اللذين لا قَوَام لهم بدونهما وبيّن أنه لو جعل الليل دائماً عليهم سرمداً إلى يوم القيامة لأَضَرَّ ذلك بهم ولَسَئِمَتْه النفوس وانحصرت منه، ولهذا قال تعالى: (مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ) أي تبصرون به وتسْتأنسون بسببه (أَفَلا تَسْمَعُونَ)، ثم أخبر تعالى أنه لو جعل النهار سرمداً أي دائماً مستمراً إلى يوم القيامة لأَضَرَّ ذلك بهم ولَتَعِبَتْ الأبدان


الصفحة التالية
Icon