فالرسول ﷺ ومن دعا بدعوته على نهجه هم أهل البصائر وهم أهل الإتباع وهم الفرقة الناجية حيث حققوا معنى (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) (١)، ومعنى (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) (٢) ومعنى (وإياكم ومحدثات الأمور) ونحو ذلك من النصوص الآمرة بالإتباع الناهية عن الإحداث، وذلك في الدعوة وغيرها.
وقد بينت في هذا الكتاب خطر هذه الطرق المحدَثة وأن أخطر شيء في ذلك تحريف وصرف معاني القرآن وهذا منهج سوء، وأن هذه الطرق ضلالة في الوسيلة والغاية.
نعود الآن إلى خبر النبي ﷺ بعودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً فمما ينبغي التنبّه له أنه ليس كل ما أخبر به ﷺ أنه سيقع يكون مرضياً لله، فقد رأينا في زماننا من يحتج بمجرد وُرُود الخبر بأن هذا الشيء سيقع بأنه صالح ونافع، وليس الأمر كذلك، بل أكثر ما أخبر الرسول ﷺ أنه سيكون في آخر الزمان في أمته أكثره منهي عنه مثل إخباره بأن أمته تتبع سنن اليهود والنصارى، فإنه خبر جاء على وجه التحذير والذم لسننهم، والقليل جاء على وجه المدح مثل وصف الغرباء والإخبار بالمهدي وعيسى.
_________
(١) أخرجه الحاكم في مستدركه (١/ ١٢٨) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً والطبراني في المعجم الأوسط (٨/ ٢٢) عن أنس بن مالك مرفوعاً.
(٢) رواه مسلم (٣/ ١٣٤٣) عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً.