ليعود منكسراً ذليلاً عبدُهُ | يرجوه مغفرةً لما هو جاني |
حِكَمٌ تجلُّ وَعَدُّها مُتعذِّرٌ | هذي الإشارةُ حَسب ذي العرفان |
أما الذي ما تاب من كفرانه | فله الوعيد بدائِم النيران |
وله الخلود مُؤبّدٌ تعذيبهُ | جِلْدٌ سَيَنْضُجُ مُعْقَباً بالثاني |
ليس الخروج بحاصِلٍ أبداً لهُ | هذا جزاءٌ جاء بالقرآن |
واتى بسُنّةِ من عليه صلاتنا | وسلامنا في دائم الأزمان |
لكن هذا دائمٌ بدوامها | والنار ليس تدومُ بالبرهان |
اعرف إلهك ليس في أوصافهِ | شرٌّ وليس مرادُهُ العدوان |
إن العذابَ دواءُ من هو فاسدٌ | كالحَدِّ في الدنيا لذي العصيان |
من قال إن عذابه بدوامهِ | فهو الجهولُ بربه الرحمن |
إذ انهُ عَرَفَ الإله بفهمِهِ | لا فَهم صَحْبِ نبينا العدناني |
ويريد تعظيم الإله بزعمِهِ | فجنى مَسَبَّةَ ربنا المنان |
إن الخوارج عَظَّموا معبودهم | فيما يُخالف ظاهر القرآن |
تبًّا لمذهبهم وسالِك دَربِهِ | تعظيم ربي ليس بالبهتان |
اعرف إلهكَ قبل مخلوقاته | ليس العذاب مراد ذي الإحسان |
الرب يغضب في القيامة إنما | غضبُ الرحيم يزول في الأزمان |
مثل الذي قد كان قبل خلائِقٍ | تعصيهِ كان وليس بالغضبان |
في حينِ تأخُذُ نارُهُ أعدائَهُ | بعذابها في ذلِّةٍ وهَوَان |
لن يُخْرجوا إذ ما لهم من شافِعٍ | ويلٌ لِمُسْخِطِ ربه الديان |
لا الموت يحصل للكفور وكيف ذا | والموتُ مَذبُحٌ كذبح الضان |
هو مِنْيَةٌ لو كان يحصل إنما | حَكَمَ الإله بأنه هو فاني |