| إن النزاعَ على الجحيم بذاتها | فهي التي تفنى بلا نكران |
| فنقول في تخليهم أبداً بها | ما دام فيها حامي النيران |
| ما في الكتاب ولا بسنةِ أحمدٍ | أن الجحيم تدوم كالرحمن |
| بل فيهما تخليدهم أبداً بها | لكن دوام النار شيء ثاني |
| ليست تدوم ومن أدام عذابها | فهو الذي قد جاء بالبطلان |
| يَطفا اللهيب وينتهي غضبُ الذي | ما كان قبل الخلق بالغضبان |
| غَضَبُ الإلهِ هو الذي من أجلِهِ | نارُ الجحيم تَسَعّرَتْ بهَوَان |
| أما الخلود ففي كلام إلهنا | ونبينا حينٌ من الأحيان |
| مهما يطول فإنه لِنهايةٍ | حتمِيَّةٍ محدودةٍ بأوان |
| وكذلك الأحقابُ فهي لمدة | معلومة بحقائق القرآن |
| إذ لا يصحُّ بان نقول إلهنا | سيدوم أحقاباً من الأزمان |
| لُغَةُ النبي وليس ذاك تخرصاً | ليس الظلام كصُبحنا النوراني |
| إن الذي زعم العذاب لِمُدَّةٍ | لا تنقضي قد جاء بالنكران |
| وَصَفَ الإلهَ بحكمةٍ وبرحمةٍ | من غير معنىً قامَ بالرحمن |
| ولذلك الجهم الخبيث لأنه | ظن الدوام لساكني النيران |
| قد أنكر الوصفينِ طُرّاً إنه | لهُوَ الظهيرُ لِدَعوة الشيطان |
| من قال إن النار دائمةُ فما | قَدَرَ الإله بِظَنِّهِ العدوان |
| جعل الإله يُريد شراً مالَهُ | من منتهىً في دائم الأزمان |
| والشر ليس إليه جل جلالهُ | لكنَّهُ قد قام بالإنسان |
| أسبابه مَنعٌ لفضل إلهنا | وهو العليم بموضِعِ الشكران |
| والظلم والجهل الذي هو طبعنا | هو موجِبٌ للذنب والعصيان |