ما هكذا السلف التُقاةُ فِعالُهُم حَذِرُوا الخلافَ مخافة الخذلان
بالإتباع يكون حَمدُ عواقِبٍ إن المخالِفَ جاء بالخسران
عجباً لقومٍ يَدّعون ضلالنا من أجل حَقٍّ جاء بالقرآن
وهو اعتقاد صحابةٍ في علمهمْ كل الهدى والفضلُ للرحمن
لا ينظرون كلامنا ويرونَنَا ** جئنا بأمرٍ ظاهر البهتان


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
ولأنهم لا يعرفون لربهم حِكَمٌ بخلق النار والشيطان
فَتَهَوَّكوا في وصفِ من أفعالهُ حِكَمٌ تُفيد حقائق العرفان
والموعد الديان جلّ جلالهُ بالحق يحكمُ ليس بالبطلان
والحمد لله الذي يهدي إلى سُبُل الهدى ويجود بالإحسان
قل للذي زعم الوعيد تَشَدُّداً وإخافةً من غير ما برهان
إن الخوارجَ هكذا تَشديدهم ضاقت صُدُورُهُمُ بذي العصيان
الله حَذَّر بالمعاصي نارهُ لكن وعيدٌ جاء مع فرقان
قطعوا بتخليدِ العصاة جهالةً وضلالةً فأتوا بذا الطغيان
إن الوعيدَ لهُ ضوابِطُ فَهْمُهَا يُنجيكَ من زُورٍ ومن بهتان
وكذا الذي وصف الرحيم بأنه خلق العبادَ لِدائِم النيران
أضعافُ أضعافِ الذي قد عُمِّروا في هذه الدنيا من الأزمان
بل كل ثانيةٍ مَضَتْ من عُمْرِهمْ فجزاؤهم عنها بلا حُسبان
آلافُ آلافِ السنين وكلما تمضي أُلُوفٌ جاء ألفٌ ثاني
لو أنَّ طَيراً ينقل الرمل الذي في أرضنا في دائم الأحيان
في كل ألفٍ من سنين زماننا ضُرِبَتْ بألفٍ كامل الإتقان
يأتي فيأخذُ حَبَّةً من رَمْلها فَنِيَتْ رِمال السهل والقيعان