وقال أبو عبيد حدثنا هشيم أنبأنا عمر بن أبي زائدة عن الشعبي عن مسروق قال: اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله.
تأمل قولهم: (الرواية عن الله) وأن المفسر يقول: يُريد الله بكلامه كذا وكذا، فما حجته إذا كذب على الله وأضل عباده عن مراده؟ نعم الفارق بيننا وبين السلف ترحّل الخوف من القلوب، ولذلك حصلت الجرأة عن كلام علاّم الغيوب.
إن الوعيد على من قال بالقرآن برأيه شديد وهو معلوم، فقد أخرج الترمذي من حديث ابن عباس عن النبي ﷺ أنه قال: (من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار).
قال بعض المتأخرين تحت عنوان: (معجزة القرآن وكيف تختلف) قال: ولكن الذي يجب أن نعرف أن للقرآن عطاء لكل جيل يختلف عن عطائه للجيل السابق (١).
إن هذا كلام خطير جداً ولذلك صار كل جاهل متعالم يفسر القرآن على مقتضى أنه يعطى لكل جيل عطاء يختلف عن عطائه للجيل السابق، إنه التلاعب بكتاب الله وعدم هيْبته وترحّل الخوف من القلوب.
_________
(١) كتاب محمد متولي الشعراوي الذي سماه: (من فيض الرحمن في معجزة القرآن) ص٣١.