والمراد أن المسلمين جهالهم ومجانينهم وعجائزهم فضلاً عن علمائهم يعتقدون أن الذي يَرَوْنه فوقهم بلَوْنه الأزرق هو السماء التي بناها خالقهم بقدرته الذي يقول للشيء كن فيكون وأن في سمواته ملائكته وجنته وفوق ذلك عرشه، هذا معتقد عامة المسلمين وجهالهم، انظر الآن ما يقابله من معتقد أرباب العلوم الحديثة وقارن بين الهدى والضلال.
إنهم يعتقدون كما ذكرت أن الفضاء لا حَدَّ له وحَشْوُهُ كواكب تدور حول نفسها وحول توابعها، وقد تقدم الكلام على نظرية نيُوتِن وأنهم بَنَوْا عليها نظرية تجاذب الأجرام الكبيرة إذْ أنها عندهم في الأصل تدور بتأثير انفصالها من الشمس التي هي الأخرى تدور عندهم، وتقدم ذِكر ما يسمونه المجموعة الشمسية التي هي خيال لا حقيقة له، فالكون عندهم مليء من هذه المجموعات الشمسية الخيالية التي بِدَوْرها تُكَوِّن ما سَمّوْه بالمجرات، والمجرات ملايين وبلايين لا تحصر وكل ذلك سابح في فضاء لا ينتهي وضمن ذلك الأرض التي جعلوا نسبتها من الصِّغر للكون الذي لا ينتهي وأجرامه كنسبة حَبّة رمل إلى جميع رمال الأرض، ولقد عظّم الخالق الأرض، وكم ذكرها مع سمواته العظيمة يبين عظمها.
إن من يعتقد أن الفضاء لا حَدَّ له مُعَطّل حيث لا وجود للخالق سبحانه عنده ولا سمواته السبع ولا عرشه العظيم، وهذا ظاهر لا جدال فيه عند الملاحدة أرباب هذه النظريات، فهم ينفون وجود الخالق من أول