والجعفي وابن الخليل كلهم عن أبي عون ضموا الميمات في ثلاث مواضع عند الميم نحو: (كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ)، وعند الهمزة نحو: (عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ)، وعند الفاصلة نحو: (هُم يُوقِنُونَ)، و (طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) على عدد مدني الأخير طالت الكلمة أو لم تطل انكسر ما قبلها إذا انضم، وما من أحد من القراء إلا وجاء عنه ضم الميمات قلَّ أو كثر إلا حَمْزَة وأصحابه، وأما أَبُو عَمْرٍو فيضم عبد الوارث طريق المنقري، وعبد اللَّه بن معاذ، ومعاذ العنبري، ونصر بن علي الجهضمي، وعيسى بن شعيب عند آخر الآي مثل الضَّرِير المثلثي عن أبي عون، ويعتبرون عدد أهل البصرة، وأما الكسائي فنصير وبشر الثقفي يضمان في ثلاث مواضع عند الميم وعند الفاصلة وعند خلف القطع بثلاث شرائط: أحدها: أن لا تطول الكلمة حتى تزيد على خمسة أحرف، والثاني: أن لا ينكسر ما قبلها، والثالث: يعتبر أن عدد الكوفيين، واختلف القراء في كيفية الخمسة الأحرف فكان ابن مهران يعتبر اللفظ حتى بعد التشديد، والمد حرفًا من الكلمة حتى لا يضم (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، و (وَلَسْتُم)، (منهم)، وابن الجمال عن نصير لم يعتبر ألف الاستفهام مثل (أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ) ولا واو الاستفهام مثل: (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ) فيضمها، وافقهما الْخَبَّازِيّ في (أَوَعَجِبْتُمْ) لكن يجعلها كلمتين وافق ابن مهران الدنراني والأزرق ومحمد بن سليمان الهاشمي في إنهم يعتبرون اللفظ وكان ابن الجلاب رستم، وابن نصير، وابن صالح القصار يعتبرون المعاني فلا يعدون التشديد، ولا المد، ولا واو العطف، وهو مذهب الْخَبَّازِيّ، وعنه من القراء.
قال الْخُزَاعِيّ والطبراني: كلا المذهبين سائغ، قلت: أنا قولي في التشديد والمد كقول ابن الحسين وقولي في واو العطف وألف الاستفهام كقول ابن مهران؛ لأن السخط عندي أقوى الشيزري عن الكسائي يضم عند الفاصلة، ولا يبالي طالت الكلمة أو قصرت انضم ما قبلها وانكسرت وقُتَيْبَة، وفورك بن سيبويه، وعدي بن زياد، ويحيى بن وردة وعمر المسجدي، وأحمد بن مردة من رجالهم يضمون عند ألف القطع والفاصلة بشرط أن لا ينكسر ما قبلها طالت أو قصرت قال ابن باذان، وابن معروف التميمي، والمطرز: إن كثرت الميمات ضم وحدة وترك أخرى مثل (بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ) الآية، وهكذا فيما يشبهه، فإن


الصفحة التالية
Icon