إنّ أحدَ أسبابِ مرضِ المَواتِ (الغرغرين) هو الدخان، لأنّ الدخانَ يرفعُ نسبةَ اللزوجةِ في الدمِ، فإذا ارتفعتْ نسبةُ اللزوجةِ صارَ مِنَ الصعبِ أنْ يسلكَ الدمُ في أدقِّ الأوعيةِ، عندئذ تُصابُ أطرافُه السفليةُ والعلويةُ بالمواتِ لضعفِ التروية.
والدخانُ يسبِّبُ مرضاً نادراً اسمه (التهابُ الأوعيةِ الانسداديّ)، فالأوعيةُ حينما تلتهبُ تُسدُّ لمعتُها، وانسدادُها يعني ضعفَ الترويةَ، الأمرُ الذي يسبِّبُ مرضَ المواتِ أيضاً.
وهناك مرضٌ يصيبُ المدخِّنين، مِن أعراضِه زرقةُ الجلدِ، واحمرارُ اليدين.
جهازُ الدورانِ: إنّ الدخانَ يحرّرُ مادّةً مِن شأنِها أن تسرّعَ القلبَ، وتضيِّقَ الشرايينَ، وتقلّبَها، ويسبّبُ الدخانُ نوبةَ خنّاقِ الصّدْرِ، وتصلّبَ الشرايينَ الإكليليّةَ، وأيُّ علبةِ دخانٍ اقرؤوا تحتَها، "إنّ الدخانَ ضارٌّ بالأجهزةِ التنفسيّةِ، والأوعيةِ، والقلبِ"، هذا كلامٌ علميٌّ، مأخوذٌ من آلافِ الحالاتِ، وقد قدَّمَتْ لجنةٌ من كبارِ الأطباءِ في العالَم الغربيِّ تقريراً من ثلاثمئة وسبعينَ صفحةً من القطعِ الكبيرِ عنوانه: الدخانُ والصحّةُ، هذا التقريرُ يؤكّد حتماً أنّ هناك أخطاراً مدمّرةً من جرّاءِ التدخينِ، وإنّ اللهَ سبحانه وتعالى أحلَّ لنا الطيباتِ، وحرّمَ علينا الخبائثَ، وقد ثبتَ بالدليلِ القطعيِّ أنّ الدخانَ ممّا يؤذِي صحّتنا، ويؤذِي القلبَ، ويؤذِي الشرايينَ الإكليليّةَ، ويسبّبُ تصلّبَ الشرايينَ، وتسرّعَ القلبِ، والتهابَ الرئةِ، وضعفَ المناعةِ في القصباتِ الهوائيّةِ، ويسبّبُ شللَ الأهدابِ في الرغامى، كلُّ هذه الأخطارِ المحقّقةِ، وبعدها ندخّنُ؟! وبعْدَها نتلفُ أعصابَنا بأيدينا؟! ونتلفُ قلوبَنا بأيدينا؟! اليس العمرُ رأسَ مالِك أيّها الإنسانُ؟ والتدخينُ يعني أن تبقَى في الفراشِ، الصحّةُ تاجٌ على رؤوسِ الأصحّاءِ، لا يراها إلا المريضُ.
العينُ: إنّ الدخانَ يسبِّبُ التهاباً في الملتحمةِ، وجفافاً في الأجفانِ، والتهاباً في العصبِ البصريِّ، ويسبِّبُ نقصاً في الفيتامين ١٢.