إننا نجدُ نباتَ الفجلِ في الأسواق، قد نشتريهِ، وربَّما لا نشتريهِ، وقد يتندَّرُ بعضُ الناسِ فيقولُ: أَرْخَصُ مِن الفجلِ، لِقِلَّةِ شأنِ هذا النباتِ عندهم.
قال العلماءُ: يَحوِي هذا النباتُ موادَّ آزوتيةً، ومقاديرَ من الموادِّ النشويةِ، والمعدنيةِ، كما يَحوِي نسبةً جيدةً مِنَ الفيتامين (س)، وباحتوائِه هذه الفيتاميناتِ فإنه يَحوِي أيضاً على الكالسيوم، والحديدَ، ونظراً لاحتوائِه هذه الفيتاميناتِ، فإنه مُقَوٍّ للعظامِ، ومُدِرٌّ للبولِ، ويفيدُ عصيرُه في تفتيتِ حَصَيَاتِ الكُليتين، وفي تفتيتِ حَصَيَاتِ الصفراءِ، ويذيبُ الرمالَ البوليةَ، ويشفي من النوبةِ الكبديةِ، ويساعدُ على الهضمِ، ويُستعمَلُ في بعضِ الدولِ المتقدمةِ - بِمقياسِ العصرِ طبعاً - كعلاجٍ لمكافحةِ السعالِ الديكِيِّ.
سبحانك يا رب! كلُّ هذه الموادِّ، وهذه المعادنِ، وهذه الفيتاميناتِ في هذا النباتِ الذي لا يعبأُ الناسُ بهِ! خَلَقَ اللهُ سبحانه وتعالى كلَّ شيءٍ فأبدعَ خَلْقَه، وأتقنَ صُنْعَه، وجعلَ مِن هذا النباتِ شيئاً موزوناً.. ﴿وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ﴾ [الحِجر: ١٩].
إنّ نسبةَ احتوائِه على هذه الموادِّ: خمسةٌ وثمانون بالمئة ماءً، وفيه موادُّ آزوتيةٌ، ومقاديرُ من الموادِ النشويةِ، والمعدنيةِ، وفيتامين (أ)، وفيتامين (س)، وكالسيوم، وحديدٌ، وحموضٌ معيّنةٌ، هذه كلُّها مِن أجلِ أنْ تقيَ الإنسانَ بعضَ الأمراضِ، وأنْ تُعِينَه على ترميمِ بعضِ الأعضاءِ، وإنّ اللهَ سبحانه وتعالى جَعَلَ مِن هذه النباتاتِ آيةً دالةً على عظمتِه سبحانه وتعالى.. ﴿فَلْيَنظُرِ الإنسان إلى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا المآء صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الأرض شَقّاً * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَآئِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ﴾ [عبس: ٢٤-٣٢].
نبات الملفوف