في بحثٍ طريفٍ عن "الملفوف"، هذا النباتُ الذي يأكلُه الناسُ في الشتاءِ ثَبَتَ أنه يَحوي أَعْلَى درجةٍ مِن الفيتامينِ (س) مِن بينِ كلِّ الخضراواتِ، حتّى إنّ نسبةَ هذا الفيتامينِ فيه أعلى مِن نسبتِه في الليمونِ، وينبتُ هذا النباتُ في الشتاءِ، وأمراضُ البردِ معروفةٌ، فما هذا التوافقُ العجيبُ بينَ كونِ هذا النباتِ ينبتُ شتاءً، واحتوائِه أعلى نسبةٍ من الفيتامين (س) الذي يقاوِمُ أمراضَ البردِ، وهذه النسبةُ موجودةٌ في هذا النباتِ، وفي الليمونِ، والحمضياتِ، ويحتلُّ الملفوفُ الدرجةَ العُلْيَا في نسبةِ هذا الفيتامينِ (س).
شيءٌ آخرُ، يَحوِي الملفوفُ فيتاميناتٍ أخرى، كالفيتامين (ب)، و (ك) وفيه معادنُ، كالكلسِ، والكبريتِ، والفوسفورِ.
قال العلماءُ: "إنّ هذا النباتَ يُزِيلُ التَّعَبَ، ويقاوِمُ الزُّكامَ، ويَشفِي مِنَ الطَّفحِ الجِلديِّ، ويُقّوِّي الشَّعْرَ، والأظافرَ، ويُنَمِّي العظامَ، وهذه استطباباتُه الوقائيةُ".
وأمّا استطباباتُه العلاجيةُ: فهو يقاوِمُ ديدانَ البطنِ، والتهابَ القصباتِ، وهو مفيدٌ للأطفالِ والمراهقينَ، لأنّ فيه نسبةً عاليةً من الكِلْس تساعدُ على نموِّ عظامِهم، وهو علاجٌ للقصورِ الكُلَوِيِّ، ففيه البوتاس، الذي يطردُ الماءَ الزائدَ مِن الأنسجة، فهو علاجٌ فعّالٌ للأمراضِ الكُلويّةِ، وفيه علاجٌ لأمراضِ القلبِ، وفيه مادةٌ مشابهةٌ تماماً للأنسولين، إذاً فيه علاجٌ لمرضِ السُكّر، وفيه علاجٌ مِن حالةِ التسمُّمِ الدوائيِّ، وفيه علاجٌ لمرضِ القَرحةِ، وهو مبذولٌ في الأسواقِ.
كأنّ هذا الغذاءَ الذي نظنُّ أنه غذاءٌ، إنما هو إلى أنْ يكونَ دواءً أقربُ، كأن هذه النباتاتِ التي خلقها الله عزَّ وجل، خلقها لتحقّقَ طبًّا وقائياً، وإذا كان الخَلَل حقّقتْ طبًّا علاجياً.
يجبُ أنْ نعلمَ علمَ اليقينِ أنّ الذي خَلَقَ الإنسانَ هو الذي خَلَقَ هذا النباتَ، فما هذا التوافقُ العجيبُ؟ ومَا هذه العلاقةُ الوَشِيجةُ بين بُنْيَة خَلْق الإنسان، ونِسَب هذه الموادِّ في هذا النبات؟ إنه خَلْقُ الله سبحانه وتعالى.