تفسير قوله تعالى: (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم)
قال الله تعالى: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [النمل: ٣٠]، أي: هذا الكتاب مختوم من رجل اسمه سليمان، ولعلها سمعت عنه ولكنه لم يسمع عنها.
قال: ﴿وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [النمل: ٣٠]، وهذه البسملة الوحيدة في القرآن كله، والتي اتفق على أنها بعض آية من هذه السورة الكريمة واختلف في غيرها، وإن كان الجمهور على أنها آية كاملة في أول الفاتحة، وهذا هو الصحيح، والبعض على أنها آية منفصلة في كل سورة.
والصواب: أنها آية منفصلة في أول كل سورة، إلا الفاتحة فهي أول آية فيها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها).
فبدأ خطابه ببسم الله الرحمن الرحيم، ومن السنة: أنك عندما تبدأ الكتاب تبدأه ببسم الله الرحمن الرحيم.
فقوله: ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾ [النمل: ٣٠] أي: ابتدائي مستعيناً ببسم الله سبحانه وتعالى، فأستعين بالله سبحانه، ذاكراً اسمه مبتدأً به، باسم الله المعبود ﴿الرَّحْمَنِ﴾ [النمل: ٣٠]، العظيم الرحمة لجميع خلقه في الدنيا وفي الآخرة.
﴿الرَّحِيمِ﴾ [النمل: ٣٠]، بالمؤمنين سبحانه وتعالى.